٦ ـ و (اهْدِنَا)(١) أي : أرشدنا (٢).
__________________
(١) قطع بالأصل ، والزيادة لتمام السياق.
(٢) قال مقاتل : فوجه منها : الهدى : يعني البيان ، فذلك قوله عزوجل : (أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ) [البقرة : ٥] ، يعني على بيان من ربهم ، وكقوله : (أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ) [لقمان : ٥] ، يعني على بيان ، تصديق ذلك في حم السجدة : (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ) [فصلت : ١٧] ، يعني بينا لهم ، وقال في هل أتى على الإنسان : (إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ) [الإنسان : ٣] ، يعني بينا له ، وكقوله في طه : أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ ، يعني أفلم يبين لهم كَمْ (أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى) [طه : ١٢٨] ، نظيرها في تنزيل السجدة حيث يقول : (أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ ، يعني أو لم يبين لهم كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ أَفَلا يَسْمَعُونَ) [السجدة : ٢٦] ، ونحو كثير.
والوجه الثامن : هدى : يعني أمر محمد صلىاللهعليهوسلم وعلى آله ، فذلك قوله في البقرة : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى)[البقرة : ١٥٩] ، يعني أمر محمد أنه نبيّ رسول ، وكقوله في الذين كفروا : (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى)[محمد : ٢٥] ، يعني أمر محمد أنه نبيّ رسول ، وقال أيضا : (وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدى)[محمد : ٣٢] ، يعني أمر محمد أنه نبي رسول.
والوجه التاسع : الهدى : يعني القرآن ، فذلك قوله في النجم : (وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى)[النجم : ٢٣] ، يعني القرآن ، وكقوله في بني إسرائيل : (وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى)[الإسراء : ٩٤] ، يعني القرآن فيه بيان كل شيء (إِلَّا أَنْ قالُوا أَبَعَثَ اللهُ بَشَراً رَسُولاً)[الإسراء : ٩٤] ، وكقوله في الكهف : (وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى ،) يعني القرآن فيه بيان كل شيء ، (وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ)[الكهف : ٥٥].
والوجه العاشر : الهدى : يعني التوراة ، فذلك قوله في حم المؤمن : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْهُدى)[غافر : ٥٣] ، يعني التوراة ، وذلك قوله في تنزيل السجدة : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ وَجَعَلْناهُ هُدىً)[السجدة : ٢٣] ، يعني التوراة : (لِبَنِي إِسْرائِيلَ)[آل عمران : ٩٣] ، مثلها في بني إسرائيل.
والوجه الحادي عشر : هدى : يعني هدى إلى الاسترجاع ، فذلك قوله في البقرة : (أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)[البقرة : ١٥٧] ، يعني إلى الاسترجاع ، نظيرها في التغابن : (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ)[التغابن : ٩] ، يعني إلى الاسترجاع.
والوجه الثاني عشر : لا يهدي : يعني لا يهدي إلى الحجة ولا من الضلالة إلى دينه ، فذلك قوله في البقرة : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ)[البقرة : ٢٥٨] ، إلى قوله : (وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)[آل عمران : ٢٥٦] ، إلى الهدى ، نظيرها في براءة حيث يقول : ـ