مقدمة التحقيق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله بعظمته وكبريائه ، الواحد في سمائه ، العادل في قضائه ، المحتجب عن خلقه بفردانيته ، المستأثر بالبقاء في ملكوته ، أحمد على السراء من نعمائه ، وأشكره على المكروه من بلائه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، ختم به النبيين ، وبعثه إلى الخلق أجمعين ، بشيرا لمن اهتدى ، ونذيرا لمن كذب وأبى ، صلىاللهعليهوسلم أبدا دائما مردّدا. وعلى آله وصحبه أعلام الهدى ، وسلم تسليما كثيرا.
وبعد ..
فهذا كتاب في غريب القرآن وناسخه ومنسوخه للعلامة أبي جعفر الخزرجي من أكابر علماء القرن السادس الهجري.
جمع في كتابه هذا بين علمي الغريب ، والناسخ والمنسوخ ، وهما جزء من علوم القرآن ، وقد استفاد كثيرا ممن قبله مثل : أبي عبيدة وابن قتيبة ، وابن حزم ، وابن سلامة ، وابن حبيب ، ومجاهد ، واليزيدي ، وابن عزيز ، ومكي بن أبي طالب ، وابن العربي والنحاس ، وغيرهم. ولأهمية هذا الكتاب وأثره في علوم القرآن ، قمنا بتحقيقه ، من تخريج وعزو وتعليق.
وأصل الكتاب : نسخة خزانة ابن يوسف بمراكش المحفوظة تحت رقم : (٢٢٥) ، وبها آثار رطوبة وخرم وبتر ، وكشط ، وغير ذلك.
وقد وضعت بعض الزيادات لإيضاح المعنى وإتمام السياق.