لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (٨٥) قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (٨٦) إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (٨٧) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (٨٨)
____________________________________
[٨٦] و «الحق» مبتدأ خبره قوله (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ) أي حقا إملاء النار (مِنْكَ) والمراد به هو وذريته (وَمِمَّنْ تَبِعَكَ) أي اتبع كلامك (مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ) «منهم» بيان «من تبعك» والضمير يعود إلى بني آدم ، المفهوم من السياق ، و «أجمعين» تأكيد لمن تبع ، أي كل متتابع ، بحيث لا أدع متابعا لك خارج جهنم.
[٨٧] وأخيرا (قُلْ) يا رسول الله للناس (ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ) أي تبليغ الوحي والقرآن (مِنْ أَجْرٍ) أي مال تعطونه لي في مقابل أتعابي (وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ) للقرآن من تلقاء نفسي ، فليس القرآن كذبا ، تكلفته أنا ، ولا وسيلة ، لأخذي مالا منكم.
[٨٨](إِنْ هُوَ) أي ما هو (إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ) يذكرهم بما كمن في فطرتهم من التوحيد والمعاد والآداب ، وما أشبه ، والمراد بالعالمين ، الأجيال ، لأن كل دور من أدوار الدنيا ، عالم مستقل ، وإن اتصلت الحلقات بعضها ببعض.
[٨٩](وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ) أي خبر القرآن وصدقه (بَعْدَ حِينٍ) في الدنيا ، حيث ترون غلبته على الكفر والكفار ، وفي الآخرة ، حيث ترون صدقه في ما أخبر به من الجنان وأهلها ، والنيران وأصحابها ، وقد علم الكفار ، وسائر الناس ، صدق أنبائه بالنسبة إلى مستقبل الدنيا ، وسنرى صدق أنبائه بالنسبة إلى الآخرة ، جعلنا الله من أهل الجنة.