أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (٦٨) ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (٦٩) إِنْ يُوحى إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٧٠)
____________________________________
الإنسان ، وشقوته تابعة لتصديقه ، أو تكذيبه.
[٦٩](أَنْتُمْ) أيها الكفار (عَنْهُ) أي عن هذا النبأ (مُعْرِضُونَ) لا تعيرونه اهتماما ، كأنه ليس بمهم.
[٧٠] إنه ليس كهانة أو سحرا أو شعرا ، كما كانوا يذكرون ، وإنما هو وحي ، وإلا فمن أين أدري أنا ، ماذا جرت بين الله وبين الملائكة ، من محادثات حول أصل الخلقة ، فإنه (ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى) يعني الملائكة (إِذْ يَخْتَصِمُونَ) يقال لكل تخالف في الرأي اختصاما ، وقد كان في ابتداء الخلقة أمر الله سبحانه طرفا ، وفكرة الملائكة طرفا آخر ، أو إن المراد اختصام الشيطان مع الله في الملأ الأعلى.
[٧١](إِنْ يُوحى إِلَيَ) أي ما يوحى إليّ (إِلَّا) ل (أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ) فلو لم أكن نبيا منذرا من أين كنت أعلم بماذا جرى في الملأ الأعلى ، وإنما أعلم ذلك ، لأنه يوحى إليّ حيث أني نذير ظاهر ، ورسول من قبل الله سبحانه ، فليس النبأ أمرا هينا ، كما تزعمون أنتم من أنه نزاع بين «محمد» و «الكفار» فحسب ، وإنما أمر مهم جدا هو أمر الوحي من الله إلى الأرض ، لتقرير المنهج العام للبشرية في هذه الحياة ، والحياة الآخرة.
[٧٢] ثم بين السياق قصة اختصام الملأ الأعلى ، الذي كان إخبار الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، له دليلا على نبوته ، وأنه يوحى إليه ، وقد كان أمثال هذه العلوم في ذلك الزمان خاصا برؤساء أهل الكتاب ، حتى أن أحدا لم يكن يعلم من تلك شيئا ـ حتى بالمقدار الخرافي المحرّف الذي كان مدرجا في التوراة والإنجيل ـ فإذا أخبر بذلك في صورة صحيحة ،