تَعْبُدُونَ (١٦١) ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ (١٦٢) إِلاَّ مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ (١٦٣) وَما مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ (١٦٤) وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (١٦٥)
____________________________________
تَعْبُدُونَ) أي الأصنام التي تعبدونها ، أو المراد مطلق المعبودات حتى الملائكة.
[١٦٣](ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ) أي على الله سبحانه (بِفاتِنِينَ) يقال فتنة إذا أضلّه وحرّفه عن الطريق ، أي أنكم لا تتمكنون من إضلال الناس ، على خلاف الله سبحانه.
[١٦٤](إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ) وإنما تتمكنون على إضلال جماعة خاصة ، هم يصلون الجحيم ، ويلازمونها ، فإن «صلى» بمعنى دخل النار ملازما لها ، فمن سبق في علمه سبحانه أنه منحرف ، يصلى النار لا محالة ، هو الذي يضل بإضلالكم ، لا كل أحد ، فالاستثناء من المقدر ، أي «بفاتنين الناس ، إلا ..».
[١٦٥] ثم جاء السياق ليحكي جملة من خطاب الملائكة للكفار ، في رد قولهم ، إن الملائكة بنات الله ، وإنها آلهة شركاء لله ـ فقد كان بعض الكفار يعبد الملائكة ـ وقيل : إن كلام الملائكة يبتدأ من قوله «فإنكم» (وَما مِنَّا) معاشر الملائكة ، وما ورد من إرادة أهل البيت عليهمالسلام ، بذلك ، فإنه من باب التأويل ، أو استعمال اللفظ المشترك في أكثر من معنى ، أو نحو ذلك ، (إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ) لا يتمكن أن يتعدى ذلك المقام ، فكيف يمكن أن يكون من بهذه الصفة إلها يعبد؟ فإن الإله لا حد له ، ولا محل خاص يكنفه.
[١٦٦](وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ) صفوفا في الصلاة ، أو المصطفون كالخدم ، ننتظر الأوامر.