وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (١٢٩) سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ (١٣٠) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١٣١) إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (١٣٢)
____________________________________
أو استثناء منقطع ، حيث إن المراد ، إن كل إنسان محضر ، إلا من أخلصه الله سبحانه لنفسه ، من الصالحين ـ وقد ذكرنا سابقا وجه الاستثناء المنقطع ـ.
[١٣٠](وَتَرَكْنا عَلَيْهِ) أي على إلياس ، ذكرا جميلا (فِي) الأقوام (الْآخِرِينَ) فإنهم يعظمونه.
[١٣١](سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) إما جملة مستأنفة ، بأن يكون السلام من الله عليه ، أو مرتبطة بما قبلها ، أي تركنا عليه تسليم الأقوام عليه بالإضافة إلى الذكر الجميل ، و «آل ياسين» لغة «في إلياس» أو باعتبار ما قالوا : من أن الكلمة إذا كانت عجمية ، جاز التصرف فيها بكل وجه ، ولذا جاز في «جبرئيل» لغات ، وما ورد من أن المراد «آل ياسين» يعني آل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (١) ، فذاك من باب التأويل ، أو باعتبار استعمال اللفظ في أكثر من معنى ـ على المختار من جوازه بالقرينة ـ.
[١٣٢](إِنَّا) كما جزينا إلياس (كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) الذين يحسنون في العقيدة والعمل.
[١٣٣](إِنَّهُ) أي إن إلياس (مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ) المصدقين بنا وبشريعتنا ، ومن المعلوم إن منتهى مفخرة الأنبياء ، إنهم من المؤمنين ، ولذا قال (وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (٢) وقال تعالى :
__________________
(١) تأويل الآيات : ٤٨٩.
(٢) آل عمران : ١٠٣.