وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِما مُحْسِنٌ وَظالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ (١١٣) وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلى مُوسى وَهارُونَ (١١٤) وَنَجَّيْناهُما وَقَوْمَهُما مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (١١٥) وَنَصَرْناهُمْ فَكانُوا هُمُ الْغالِبِينَ (١١٦)
____________________________________
ذلك ، ويحتمل بعيدا أن يكون ضمير «عليه» راجعا إلى «إسماعيل» المفهوم من قوله «بنيّ» وقد صدق سبحانه ، فإن من نسل إسحاق «اليهود» ومن نسل إسماعيل كثرة من المسلمين ، وقد بعث فيهم كثرة من الأنبياء ، وبقوا إلى هذا اليوم (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِما) أي ذرية إبراهيم ـ وبالطبيعة يرجع ذلك إلى إسماعيل ـ وذرية إسحاق (مُحْسِنٌ) بالإيمان والطاعة (وَظالِمٌ لِنَفْسِهِ) بالكفر أو العصيان (مُبِينٌ) صفة لكلا الأمرين ، باعتبار كل واحد منهما ، وكانت هذه الجملة ، للتعريض بالظالم كيف يظلم ، وآبائه هؤلاء الأنبياء العظام المحسنون؟
[١١٥] وبعد تمام قصة إبراهيم يعطف السياق إلى قصة موسى وهارون الذين هما من نسل إبراهيم عليهالسلام (وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلى مُوسى وَهارُونَ) أي أنعمنا عليهما بنعم كثيرة لطفا ومنّة ، لا استحقاقا ، فقد جعلناهما ، نبيين عظيمين ، وملكناهما الأرض إلى غير ذلك من النعم ، التي تفضل الله بها عليهما.
[١١٦](وَنَجَّيْناهُما وَقَوْمَهُما) أي خلصناهما وبني إسرائيل (مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ) وهو إسار فرعون الذي كان يذبّح أبناءهم ويستحيي نساءهم.
[١١٧](وَنَصَرْناهُمْ) على فرعون بإغراقه مع جيشه ، وغلبة هؤلاء عليهم (فَكانُوا هُمُ) أي موسى وهارون ، وبنو إسرائيل (الْغالِبِينَ) على فرعون وقومه.