إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ (١٠٦) وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (١٠٧)
____________________________________
[١٠٧](إِنَّ هذا) الذي امتحن به إبراهيم من ذبح ولده (لَهُوَ الْبَلاءُ) الامتحان (الْمُبِينُ) الظاهر ، فإن تهيؤ الإنسان لذبح ولده بعد كبره وشدة علاقته معه ، لمن أعظم الامتحانات.
[١٠٨](وَفَدَيْناهُ) أي جعلنا عوض ذبح إسماعيل ، فإن الفدية هو العوض عن شيء وجب على الإنسان (بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) الذبح هو المذبوح ، فقد جاء جبرئيل من الجنة بكبش ذبح عوض إسماعيل ، ومن المعلوم أن ذبح كبش الجنة فدية أعظم أقسام الذبح قربة إلى الله تعالى ، أو المراد إنه كان عظيما ، حيث أمر الناس بالاقتداء به ، والسير خلفه ، وإلى هذا اليوم يذبحون الأغنام ، في الأضحية تجديدا لتلك الذكرى ، وقد ورد إن كل ما يذبح بمنى ، فهو فدية لإسماعيل إلى يوم القيامة.
في حديث عن الباقر والصادق عليهماالسلام ، يذكر قصة حج إبراهيم ، قال : ثم أفاض إلى المزدلفة ، فسميت المزدلفة ، لأنه ازدلف إليها ، ثم قام على المشعر الحرام ، فأمره الله أن يذبح ابنه ، وقد رأى فيه شمائله وأخلاقه وآنس مما كان إليه ، فلما أصبح أفاض من المشعر إلى منى ، فقال لأمه : زوري البيت أنت ، واحتبس الغلام ، فقال يا بني هات الحمار والسكين؟ حتى أقرّب القربان ، سأل الراوي : ما أراد بالحمار والسكين؟ قال : أراد أن يذبحه ثم يحمله ، فيجهزه ويدفنه ، قال : فجاء الغلام بالحمار والسكين ، فقال : يا أبت أين القربان؟ قال : ربك يعلم أين هو ، يا بني أنت والله هو ، إن الله قد أمرني بذبحك ، فانظر ما ترى؟ قال : يا أبت افعل ما تؤمر ، ستجدني إن شاء الله من الصابرين ، قال : فلما عزم على الذبح ، قال : يا أبت خمّر وجهي ، وشد وثاقي ، قال : يا بني الوثاق مع الذبح؟ والله لا أجمعهما عليك اليوم ، قال