يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ (٣٣) إِنَّا كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (٣٤) إِنَّهُمْ كانُوا إِذا قِيلَ لَهُمْ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ يَسْتَكْبِرُونَ (٣٥) وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ (٣٦) بَلْ جاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (٣٧)
____________________________________
(يَوْمَئِذٍ) أي يوم القيامة (فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ) لكونهم جميعا ، كانوا كفارا مشتركين في الضلال ـ في الدنيا ـ فاشتركوا في العذاب ، هناك.
[٣٥](إِنَّا كَذلِكَ) أي كما فعلنا بهؤلاء من التعذيب (نَفْعَلُ) بسائر المجرمين فهم معذبون بما صدر منهم من الكفر والعصيان ، وكأنّ الآية ذكرت سابقا جماعة خاصة ، دار حولهم الكلام ـ وهم المشركون ـ ثم أرادت تعميم الأمر على سائر من يجرم.
[٣٦] ثم بين سبحانه علة تعذيبهم بقوله (إِنَّهُمْ كانُوا) في الدنيا (إِذا قِيلَ لَهُمْ) قولوا (لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) واتركوا عبادة الأصنام (يَسْتَكْبِرُونَ) أي يطلبون الكبرياء ، ويرون أنفسهم فوق هذا الاعتراف ، أليسوا هم أكبر قدرا من أتباع الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ بزعمهم.
[٣٧](وَيَقُولُونَ) أي يقول بعضهم لبعض (أَإِنَّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا) أي هل إنّا نترك الأصنام لقول شاعر (مَجْنُونٍ)؟ يعنون الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والاستفهام إنكاري ، أي لا نفعل ذلك.
[٣٨] فرد الله عليهم ذلك بقوله ، إن الرسول ليس شاعرا ولا مجنونا (بَلْ جاءَ بِالْحَقِ) الذي هو التوحيد ، وسائر الشؤون الأصولية (وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ) الذين كانوا من قبله ، وهل يقال لمثله شاعر ، أو يقال له