وَما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (٤٥) قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَكُمْ
____________________________________
وما أتاهم الله من الكتب (وَما بَلَغُوا) أي ما بلغ هؤلاء الكفار (مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ) أي معشار القوة والمال ، وطول العمر التي أعطيناها إلى تلك الأمم ، ومعشار بمعنى عشر (فَكَذَّبُوا) أولئك الأمم (رُسُلِي) الذين أرسلوا إليهم (فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ)؟ أي إنكاري وعقوبتي على المكذبين ، فقد عاقبتهم ، بأشد العقوبات مع تلك القوة والمال ، فليحذر هؤلاء الضعفاء ـ من قوم الرسول ـ عقوبتي إن تمادوا في غيّهم وكفرهم؟.
[٤٧](قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء الكفار (إِنَّما أَعِظُكُمْ) الوعظ هو النصيحة (بِواحِدَةٍ) أي أنصحكم بجملة واحدة ، وهي (أَنْ تَقُومُوا) بهذا العمل ، لا من القيام مقابل القعود (لِلَّهِ) بأن كان عملكم له ، خالصا عن التقليد والعصبية والأهواء (مَثْنى وَفُرادى) اثنين اثنين ، وواحدا واحدا ، فمن كان له قدرة في التفكر حول الرسول بنفسه بلا معين ، فليفكر في نفسه ، ومن لا قدرة له في التفكر منفردا ، فليتخذ صديقا ليداول معه الحديث حول الرسول ، والقرآن والإسلام (ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ) أي ليس بالرسول الذي هو صاحبكم (مِنْ جِنَّةٍ) أي شيئا وأثرا من الجنون فإنكم إذا فعلتم ذلك ، وخرجتم عن ضوضاء الجماعات إلى الانفراد والتثنية في تفكير هادئ «لله» لعلمتم ذلك (إِنْ هُوَ) أي ليس الرسول (إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ) ينذركم عن التمادي في الكفر