لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٤١) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ (٤٢) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ
____________________________________
فليس ذلك ظلما منه سبحانه ، بل تابعا لما عملته الناس بأنفسهم ، والنسبة إلى اليد من باب علاقة الكل بالجزء ، لأنها العنصر الفعال في الحياة والاكتساب ، وإنما ترك الله سبحانه الناس حتى يظهر فيهم الفساد (لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا) أي جزاء بعض أعمالهم ، من باب علاقة السبب والمسبب ، فإن الذي عملوا سبب للعقوبة (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) أي لكي يرجعوا عن غيهم وضلالهم ويتخذوا ، منهج الله سبحانه ، الملازم للتوحيد ، وعدم الشرك.
[٤٣](قُلْ) يا رسول الله ، مهددا لهؤلاء المشركين ، بأنهم إن بقوا على شركهم وانحرافهم ، أصابهم مثل ما أصاب المشركين من قبل (سِيرُوا فِي الْأَرْضِ) لتصلوا إلى بلاد الأمم الهالكة ، التي ترون آثارها في مسيركم إلى الشام ، وإلى اليمن (فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ) العصاة (الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ) أي كانوا من قبلكم (كانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ) فجوزوا على شركهم بالنكال والدمار ، فإن ذلك يسبب لهؤلاء الإقلاع عن الشرك والانحراف.
[٤٤] وإذ تبين لك ما يسببه الشرك والانحراف من المآسي ، والويلات (فَأَقِمْ) يا رسول الله ، أو خطاب عام ، إما لفظا ، أو للأسوة ، بأن يكون من باب «إياك أعني واسمعي يا جارة» (وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ) فلا تنحرف عنه ، وقد سبق معنى الآية (مِنْ قَبْلِ