الْآياتُ عِنْدَ اللهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥٠) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٥١)
____________________________________
الْآياتُ عِنْدَ اللهِ) فإذا شاء أنزلها ، وإن لم يشأ لم ينزلها ، أما ما يكفي للحجة ، فقد أتيتكم به ، وأما للمعاند ، فلا تكفي حتى تلك الآيات المادية (وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ) أي منذر واضح إني من قبل الله تعالى ، أما كيفية المعجزة ، فهو سبحانه أعلم بمصالح العباد ، وقد كان هؤلاء معاندون ، وإلا ألم يكفر الناس بموسى (قالُوا سِحْرانِ تَظاهَرا وَقالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كافِرُونَ) (١) ثم إن الله خصّ كل نبي بآية تناسب زمانه ، وزمان الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم حيث كان زمن الفصاحة والبلاغة ، كان المناسب له الإتيان بهذا الجنس من الإعجاز ـ كما قرر ذلك في علم الكلام مفصلا ـ.
[٥٢](أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ) أي ألا يكفي هؤلاء الكفار ، دليلا على صدقك ونبوتك (أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ) يا رسول الله (الْكِتابَ) الذي هو القرآن (يُتْلى عَلَيْهِمْ) ويقرأ لديهم ، فلا يتمكنون من الإتيان بأقصر سورة منه ، مع أنهم فصحاء بلغاء؟ (إِنَّ فِي ذلِكَ) الإنزال للكتاب (لَرَحْمَةً) حيث يقرر القرآن مناهج السعادة للبشر (وَذِكْرى) تذكر البشر ، بما أودع فيهم من الفطرة بالنسبة إلى المعارف والآداب ، وأصول الاجتماع (لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) وإنما خصهم ، لأنهم هم المنتفعون بالقرآن ، وإلا فالقرآن ذكرى لجميع البشر ، وهل بعد هذا الكتاب العظيم ، يطلب
__________________
(١) القصص : ٤٩.