وَكَذلِكَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ فَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هؤُلاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلاَّ الْكافِرُونَ (٤٧) وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ
____________________________________
[٤٨](وَكَذلِكَ) أي كما أنزلنا على موسى وعيسى عليهماالسلام الكتاب (أَنْزَلْنا إِلَيْكَ) يا رسول الله (الْكِتابَ) الذي هو القرآن ، فالكتب كلها منزلة من عند إله واحد ، لغاية واحدة ، وإنما التحريف حصل من أهواء قوم قد ضلوا أو أضلوا (فَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ) أي أعطيناهم (الْكِتابَ) بأن كانوا حقيقة من أهل الكتاب لا من أهل الأهواء والتعصب (يُؤْمِنُونَ بِهِ) أي بهذا الكتاب الذي أنزل إليك (وَمِنْ هؤُلاءِ) الكفار الذين في مكة (مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ) أي بالقرآن (وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا) ينكرها ، ولا يعترف بها (إِلَّا الْكافِرُونَ) الذين كفروا بالله ، ولا يريدون الحق ، سواء كانوا في زي أهل الكتاب ، أو في زي المشركين وإلا فالأدلة الدالة على صدق هذا الكتاب متوفرة ، فما يمنعهم عن الإيمان ، إلا بالكفر والجحود؟
[٤٩] وقد حفظنا هذا القرآن عن كل شبهة ، لمن أراد الحق والإنصاف ، فقد جعلنا الرسول أميّا لم يختلف إلى معلم قط ، فلم يكن القرآن محل شبهة أن يكون الرسول تعلم قبلا ثم جاء به (وَما كُنْتَ) يا رسول الله (تَتْلُوا) وتقرأ (مِنْ قَبْلِهِ) أي من قبل القرآن (مِنْ كِتابٍ) فلم يكن الرسول قارئ حسب الموازين الاجتماعية ، وإن كان يعرف القراءة بإلهام الله تعالى (وَلا تَخُطُّهُ) أي لم تكن تكتب الكتاب (بِيَمِينِكَ)