وَيْكَأَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْ لا أَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنا لَخَسَفَ بِنا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ (٨٢) تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً
____________________________________
العذاب وي اسم فعل بمعنى «عجب» (وَيْكَأَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) بأن يوسعه عليه (وَيَقْدِرُ) أي يضيق الرزق على من يشاء من عباده ، فإنهما تابعان لمصالح خفية لا لكرامة تقتضي البسط ولا لهوان يوجب النقص (لَوْ لا أَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنا) حيث لم يوسع علينا حتى نطغى (لَخَسَفَ) الأرض (بِنا) كما خسف بقارون وي أعجب من هذه القصة كأنه (لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ) فلا يفوزوا بثواب الله ولا ينجوا من عقابه ، فالحمد لله الذي لم يعطنا ما أعطاه حتى نبتلي بما ابتلى به. وقارون لم يظهر الكفر ، وإنما قالوا ذلك لأن فعله كان فعل الكافرين ولذا جوزي بجزائهم ، والإتيان ب «كأن» تعبير عرفي لمن يريد أن يتراجع عن كلامه السابق ، فإذا قلت : إن فلانا زيد ، ثم أردت أن ترجع عن كلامك بعد ما تبينته فرأيته عمروا تقول : كأنه عمرو ، وذلك للتدرج الحاصل للنفس من أحد الطرفين إلى الطرف الآخر.
[٨٤] ثم بين سبحانه أن الآخرة إنما هي لمن لا يريد الاستكبار والفساد ، في مقابل قارون الذي استكبر وطلب الفساد في الأرض ، حتى يعلم المؤمن ، أن الاستكبار والفساد يباينان الإيمان بالعالم الآخر (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ) يعني الجنة (نَجْعَلُها) ونقدرها (لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ) أي استكبارا وتجبرا (وَلا فَساداً) أي لا يريدون عملا