السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شاءَ اللهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ (٨٧) وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِما تَفْعَلُونَ (٨٨) مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها
____________________________________
السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ) أي خافوا جميعا من هول قيام الساعة (إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ) أن لا يفزع وهم بعض الأنبياء وبعض الملائكة (وَكُلٌ) من الأموات الذين أحيوا من النفخ (أَتَوْهُ) أي يأتون المحشر ، أو يأتون الله سبحانه ـ والمراد من إتيان الله الإتيان إلى الموضع المعد لهم ، نحو إني ذاهب إلى ربي ـ (داخِرِينَ) أي أذلاء صاغرين ، من دخر بمعنى ذل.
[٨٩](وَتَرَى الْجِبالَ) أيها الرائي ، في ذلك اليوم ، في حال كونك (تَحْسَبُها) وتظنها (جامِدَةً) في مكانها ، كالسابق ، واقفة غير متحركة ، والحال أنها (وَهِيَ تَمُرُّ) وتسير (مَرَّ السَّحابِ) أي مثل مرور السحاب سيرا حثيثا سريعا ، وقد صار الكل كالقطن المندوف ، إن قلع الجبال وتسييرها إنما هو (صُنْعَ اللهِ) منصوب على المصدر أي صنع الله ذلك صنعا (الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) فأتقن أهوال المعاد بقلع الجبال وتسييرها ، كما أحيى الأموات وجعلهم هائمين يسيرون في فزع وخوف (إِنَّهُ خَبِيرٌ) أي عالم (بِما تَفْعَلُونَ) فيجازيكم عليها.
[٩٠](مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ) المراد بها الجنس وهو الإيمان والعمل الصالح ، نحو (رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً) فإن المراد بهما الجنس أيضا (فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها) أي يضاعف ثوابها عشرة أضعاف أو أكثر