الْمُبِينِ (٧٩) إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (٨٠) وَما أَنْتَ بِهادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (٨١)
____________________________________
الْمُبِينِ) أي الواضح ، إنك على الحق ، وتحت سيطرة إله غالب فلا يتمكن أحد من السوء بك ، عالم فيجازيك بما لقيت من الأتعاب في سبيل التبليغ.
[٨١] أما هؤلاء الذين يعاندون ، فلا تغتم لهم ، ولا يلقون اليأس في نفسك ، فإنهم كالأموات وكالأصم (إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى) أي سماعا نافعا ، فإن الميت لا يتحرك ولا يتجه حسب ما وجهه الإنسان وهؤلاء المعاندون كالأموات في عدم تأثير الكلام فيهم و «موتى» جمع ميت (وَلا تُسْمِعُ الصُّمَ) جمع «أصم» وهو الفاقد لحاسة السمع (الدُّعاءَ) أي الدعوة والكلام الذي تناديه به (إِذا وَلَّوْا) أي أعرضوا عنك (مُدْبِرِينَ) أي بحيث كان دبرهم نحو الإنسان ، وهذا للمبالغة في عدم السماع ، فإنه لا مطمع في إفهام الأصم المدبر ، وإن كان كل أصم لا يسمع الكلام وإنما لو كان وجهه مقابلا أمكن إفهامه وإلّا لم يمكن.
[٨٢](وَما أَنْتَ) يا رسول الله (بِهادِي الْعُمْيِ) أي لا يمكنك يا رسول الله أن تهدي الأعمى من هؤلاء والمراد المعاند الأعمى القلب ، شبّه بالأعمى بصرا الذي لا يهتدي إلى الطريق ، إذ درك المعارف يتوقف على بصر القلب ، كما أن درك الطريق يتوقف على بصر العين (عَنْ ضَلالَتِهِمْ) بأن تصرفهم عن ضلالتهم وانحرافهم إلى طريق الرشاد ، (إِنْ تُسْمِعُ) أي ما تسمع سماعا مفيدا (إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا) أي ليس معاندا إذا سمع الحق قلبه (فَهُمْ مُسْلِمُونَ) أي يسلمون أنفسهم لله