(فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (٣٤) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ (٣٥) هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (٣٦)
الله صلىاللهعليهوسلم (وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمُ) أي إذا رجع الكفار إلى منازلهم (انْقَلَبُوا فَكِهِينَ) متلذذين بذكرهم والسخرية منهم. وقرأ غير حفص فاكهين أي فرحين (وَإِذا رَأَوْهُمْ) وإذا رأى الكافرون المؤمنين (قالُوا إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ) أي خدع محمد هؤلاء فضلوا وتركوا اللذات لما يرجونه في الآخرة من الكرامات ، فقد تركوا الحقيقة بالخيال ، وهذا هو عين الضلال (وَما أُرْسِلُوا) وما أرسل الكفار (عَلَيْهِمْ) على المؤمنين (حافِظِينَ) يحفظون عليهم أحوالهم ويرقبون أعمالهم ، بل أمروا بإصلاح أنفسهم واشتغالهم بذلك أولى بهم من تتبع غيرهم وتسفيه أحلامهم.
٣٤ ـ ٣٦ ـ (فَالْيَوْمَ) أي يوم القيامة (الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ) ثمّ كما ضحكوا منهم هنا مجازاة (عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ) حال من يضحكون (١) ، أي يضحكون منهم ناظرين إليهم وإلى ما هم فيه من الهوان والصّغار بعد العزة والاستكبار وهم على الأرائك آمنون ، وقيل يفتح للكفار باب إلى الجنة فيقال لهم : هلموا إلى الجنة فإذا وصلوا إليها أغلق دونهم فيضحك المؤمنون منهم (هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ) هل جوزوا بسخريتهم بالمؤمنين في الدنيا إذا فعل بهم ما ذكر (٢).
__________________
(١) ليس في (ز) من يضحكون.
(٢) زاد في (ز) والله أعلم.