(وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (١٢) وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (١٣) وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجًا (١٤) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (١٥) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (١٦) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (١٧) يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (١٨) وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَابًا (١٩) وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا) (٢٠)
البعث يؤدي إلى أنه عابث في كل ما فعل (مِهاداً) فراشا فرشها (١) لكم حتى سكنتموها (وَالْجِبالَ أَوْتاداً) للأرض لئلا تميد بكم (وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً) ذكرا وأنثى (وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً) قطعا لأعمالكم وراحة لأبدانكم ، والسبت : القطع (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً) سترا يستركم عن العيون إذا أردتم إخفاء ما لا تحبون الاطلاع عليه (وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً) وقت معاش تتقلبون في حوائجكم ومكاسبكم.
١٢ ـ ١٦ ـ (وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً) سبع سماوات (شِداداً) جمع شديدة ، أي محكمة قوية لا يؤثر فيها مرور الزمان ، أو غلاظا غلظ كلّ واحد (٢) مسيرة خمسمائة سنة (٣) (وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً) مضيئا وقادا أي جامعا للنور والحرارة ، والمراد الشمس (وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ) أي السحائب إذا أعصرت أي شارفت أن تعصرها الرياح فتمطر ، ومنه أعصرت الجارية إذا دنت أن تحيض ، أو الرياح لأنها تنشىء السحاب وتدرّ أخلافه فيصح أن تجعل مبدأ للإنزال ، وقد جاء أن الله تعالى يبعث الرياح فتحمل الماء من السماء إلى السحاب (ماءً ثَجَّاجاً) منصبّا بكثرة (لِنُخْرِجَ بِهِ) بالماء (حَبًّا) كالبرّ والشعير (وَنَباتاً) وكلأ (وَجَنَّاتٍ) بساتين (أَلْفافاً) ملتفة الأشجار ، واحدها لف كجذع وأجذاع ، أو لفيف كشريف وأشراف ، أو لا واحد له كأوزاع ، أو هي جمع الجمع فهي جمع لفّ ، واللف جمع لفّاء وهي شجرة مجتمعة ، ولا وقف من ألم نجعل إلى ألفافا ، والوقف الضروري على أوتادا ومعاشا.
١٧ ـ ٢٠ ـ (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ) بين المحسن والمسيء والمحق والمبطل (كانَ مِيقاتاً) وقتا محدودا ومنتهى معلوما لوقوع الجزاء ، أو ميعادا للثواب والعقاب (يَوْمَ يُنْفَخُ) بدل من يوم الفصل ، أو عطف بيان (فِي الصُّورِ) في القرن (فَتَأْتُونَ أَفْواجاً) حال أي جماعات مختلفة ، أو أمما كلّ أمة مع رسولها (وَفُتِحَتِ السَّماءُ) خفيف كوفي ، أي شقّت لنزول الملائكة (فَكانَتْ أَبْواباً) فصارت ذات أبواب وطرق وفروج ،
__________________
(١) في (ظ) و (ز) فرشناها.
(٢) في (ظ) و (ز) واحدة.
(٣) في (ظ) و (ز) عام.