(هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ (١١) مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (١٢) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (١٣) أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (١٤) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (١٥) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ) (١٦)
١١ ـ (هَمَّازٍ) عيّاب طعّان مغتاب (مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) نقال للحديث من قوم إلى قوم على وجه السّعاية والإفساد بينهم ، والنميم والنميمة : السعاية.
١٢ ـ (مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ) بخيل ، والخير : المال أو مناع أهله من الخير وهو الإسلام ، والمراد الوليد بن المغيرة عند الجمهور ، وكان يقول لبنيه العشرة من أسلم منكم منعته رفدي (مُعْتَدٍ) مجاوز في الظلم حدّه (أَثِيمٍ) كثير الآثام.
١٣ ـ (عُتُلٍ) غليظ جاف (بَعْدَ ذلِكَ) بعد ما عدّ له من المثالب (زَنِيمٍ) دعي ، وكان الوليد دعيا في قريش ليس من سنخهم (١) ادعاه أبوه بعد ثمان عشرة سنة من مولده ، وقيل بغت أمّه ولم يعرف حتى نزلت هذه الآية ، والنطفة إذا خبثت خبث الناشىء منها ، روي أنه دخل على أمه وقال : إن محمدا وصفني بعشر صفات وجدت تسعا فيّ فأما الزنيم فلا علم لي به فإن أخبرتني بحقيقته وإلا ضربت عنقك ، فقالت : إنّ أباك عنين وخفت أن يموت فيصل ماله إلى غير ولده فدعوت راعيا إلى نفسي فأنت من ذلك الراعي.
١٤ ـ (أَنْ كانَ ذا مالٍ) متعلق بقوله ولا تطع أي ولا تطعه مع هذه المثالب لأن كان ذا مال أي ليساره وحظّه من الدنيا ، ويجوز أن يتعلق بما بعده أي لأن كان ذا مال (وَبَنِينَ) كذّب بآياتنا يدلّ عليه.
١٥ ـ (إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا) أي القرآن (قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) ولا يعمل فيه قال لأنّ ما بعد الشرط لا يعمل فيما قبله ، أأن حمزة وأبو بكر أي ألأن كان ذا مال كذب؟ آأن شامي ويزيد ويعقوب وسهل قالوا : لما عاب الوليد النبي صلىاللهعليهوسلم كاذبا باسم واحد وهو المجنون سماه الله تعالى بعشرة أسماء صادقا ، فإن كان من عدله أن يجزي المسيء إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعشرة كان من فضله أنّ من صلى عليه واحدة صلى الله عليه بها عشرا.
١٦ ـ (سَنَسِمُهُ) سنكويه (عَلَى الْخُرْطُومِ) على أنفه مهانة له ، وعلما يعرف به ، وتخصيص الأنف بالذكر لأنّ الوسم عليه أبشع ، وقيل خطم بالسيف يوم بدر فبقيت سمة على خرطومه.
__________________
(١) السّنخ : الأصل.