(قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (٢٩) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ) (٣٠)
(وَمَنْ مَعِيَ) من أصحابي (أَوْ رَحِمَنا) أو أخّر في آجالنا (فَمَنْ يُجِيرُ) ينجي (الْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) مؤلم ، كان كفار مكة يدعون على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعلى المؤمنين بالهلاك ، فأمر بأن يقول (١) نحن مؤمنون متربصون لإحدى الحسنيين إما أن نهلك كما تتمنون فننقلب إلى الجنة أو نرحم بالنّصرة عليكم كما نرجو ، فأنتم ما تصنعون من يجيركم (٢) وأنتم كافرون من عذاب النار لا بدّ لكم منه.
٢٩ ـ (قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ) أي الذي أدعوكم إليه الرحمن (آمَنَّا بِهِ) صدّقنا به ولم نكفر به كما كفرتم (وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنا) فوّضنا إليه أمورنا (فَسَتَعْلَمُونَ) إذا نزل بكم العذاب ، وبالياء عليّ (مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) نحن أم أنتم.
٣٠ ـ (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً) غائرا ذاهبا في الأرض لا تناله الدّلاء ، وهو وصف بالمصدر كعدل بمعنى عادل (فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ) جار يصل إليه من أراده ، وتليت عند ملحد فقال : يأتي بالمعول والمعين (٣) ، فذهب ماء عينه في تلك الليلة وعمي ، وقيل إنه محمد بن زكريا (٤) المتطبب ، زادنا الله بصيرة.
__________________
(١) زاد في (ظ) و (ز) لهم.
(٢) في (ظ) و (ز) مجيركم.
(٣) في (ظ) والمقن وفي (ز) والمعن.
(٤) محمد بن زكريا ، أبو بكر الرازي ، فيلسوف من الأئمة في صناعة الطب من أهل الري ولد عام ٢٥١ ه ومات عام ٣١٣ ه وفي سنة وفاته خلاف (الأعلام ٦ / ١٣٠).