(فَكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثًّا (٦) وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (٧) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (٨) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (٩) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (١٠) أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (١١) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (١٢) ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ (١٣) وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ) (١٤)
إذا ساقها ، كقوله : (وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ) (١).
٦ ـ (فَكانَتْ هَباءً) غبارا (مُنْبَثًّا) متفرقا.
٧ ـ (وَكُنْتُمْ أَزْواجاً) أصنافا ، يقال للأصناف التي بعضها من بعض أو يذكر بعضها مع بعض أزواج (ثَلاثَةً) صنفان في الجنة وصنف في النار. ثم فسّر الأزواج فقال :
٨ ـ (فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ) مبتدأ ، وهم الذين يؤتون صحائفهم بأيمانهم (ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ) مبتدأ وخبر ، وهما خبر المبتدأ الأول ، وهو تعجيب من حالهم في السعادة وتعظيم لشأنهم كأنه قال : ما هم وأي شيء هم؟
٩ ـ (وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ) أي الذين (٢) صحائفهم بشمائلهم ، أو أصحاب المنزلة السنية وأصحاب المنزلة الدنية الخسيسة ، من قولك فلان مني باليمين وفلان مني بالشمال إذا وصفتهما بالرفعة عندك والضّعة وذلك لتيمنهم بالميامن وتشاؤمهم بالشمائل ، وقيل يؤخذ بأهل الجنة ذات اليمين وبأهل النار ذات الشمال (ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ) أي أيّ شيء هم! وهو تعجيب من حالهم بالشقاء.
١٠ ـ ١٢ ـ (وَالسَّابِقُونَ) مبتدأ (السَّابِقُونَ) خبره تقديره السابقون إلى الخيرات السابقون إلى الجنات ، وقيل الثاني تأكيد للأول ، والخبر (أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) والأول أوجه (فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ) أي هم في جنات النعيم.
١٣ ـ ١٤ ـ (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ. وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ) أي هم ثلة ، والثلة الأمة من الناس الكثيرة ، والمعنى أنّ السابقين كثير من الأولين ، وهم الأمم من لدن آدم إلى نبينا محمد عليهماالسلام ، وقليل من الآخرين وهم أمة محمد صلىاللهعليهوسلم ، وقيل من الأولين من متقدمي هذه الأمة ، ومن الآخرين من متأخريها ، وعن النبي صلىاللهعليهوسلم : (الثلثان جميعا من أمتي) (٣).
__________________
(١) النبأ ، ٧٨ / ٢٠.
(٢) زاد في (ظ) و (ز) يؤتون.
(٣) الطبري وابن عدي من رواية أبان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ، قال ابن حجر : وأبان هو ابن أبي عياش متروك.