(ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (٢٨) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ (٢٩) وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ (٣٠) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ (٣١) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ (٣٢)
(يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ) عن ابن عباس رضي الله عنهما : لا يتوفى أحد على معصية إلا يضرب من الملائكة في وجهه ودبره.
٢٨ ـ (ذلِكَ) إشارة إلى التّوفّي الموصوف (بِأَنَّهُمُ) بسبب أنهم (اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللهَ) من معاونة الكافرين (وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ) من نصرة المؤمنين (فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ).
٢٩ ـ (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللهُ أَضْغانَهُمْ) أحقادهم ، والمعنى أظنّ المنافقون أنّ الله تعالى لا يبرز بغضهم وعداوتهم للمؤمنين.
٣٠ ـ (وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ) لعرّفناكهم ودللناك عليهم (فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ) بعلامتهم ، وهو أن يسمهم الله بعلامة يعلمون بها ، وعن أنس رضي الله عنه : ما خفي على رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعد هذه الآية أحد من المنافقين كان يعرفهم بسيماهم (١) (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) في نحوه وأسلوبه الحسن من فحوى كلامهم ، لأنهم كانوا لا يقدرون على كتمان ما في أنفسهم ، واللام في فلعرفتهم داخلة في جواب لو كالتي في لأريناكهم كررت في المعطوف ، وأما اللام في ولتعرفنّهم فواقعة مع النون في جواب قسم محذوف (وَاللهُ يَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ) فيميز خيرها من شرّها.
٣١ ـ (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ) بالقتال إعلاما لا استعلاما ، أو نعاملكم معاملة المختبر ليكون أبلغ في إظهار العدل (حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ) على الجهاد ، أي نعلم كائنا ما علمنا (٢) أنه سيكون (وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ) أسراركم وليبلونّكم حتى يعلم. ويبلو أبو بكر ، وعن الفضيل أنه كان إذا قرأها بكى وقال : اللهم لا تبلنا فإنك إن بلوتنا فضحتنا وهتكت أستارنا وعذبتنا.
٣٢ ـ (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ) وعادوه يعني
__________________
(١) ذكره الشعبي بغير سند ولم أجده ، قاله ابن حجر.
(٢) في (ظ) و (ز) علمناه.