(إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (٤٠) يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (٤١) إِلَّا مَن رَّحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٤٢) إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (٤٣) طَعَامُ الْأَثِيمِ (٤٤) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ) (٤٥)
٤٠ ـ (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ) بين المحقّ والمبطل ، وهو يوم القيامة (مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ) وقت موعودهم (١) كلّهم.
٤١ ـ (يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً) أي وليّ ، أيّ وليّ (٢) كان عن أيّ وليّ كان شيئا من إغناء ، أي قليلا منه (وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) الضمير للمولى لأنهم في المعنى كثير ، لتناول اللفظ على الإبهام والشياع كلّ مولى.
٤٢ ـ (إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ) في محلّ الرفع على البدل من الواو في ينصرون ، أي لا يمنع من العذاب إلا من رحمهالله (إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ) الغالب على أعدائه (الرَّحِيمُ) لأوليائه.
٤٣ ـ (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ) هي على صورة شجر (٣) الدنيا لكنها في النار ، والزّقوم ثمرها ، وهو كلّ طعام ثقيل.
٤٤ ـ (طَعامُ الْأَثِيمِ) هو الفاجر الكثير الآثام ، وعن أبي الدرداء أنه كان يقرىء رجلا وكان يقول طعام اليتيم ، فقال : قل طعام الفاجر يا هذا ، وبهذا يستدلّ على أنّ إبدال الكلمة مكان الكلمة جائز إذا كانت مؤدية معناها ، ومنه أجاز أبو حنيفة رضي الله عنه القراءة بالفارسية بشرط أن يؤدي القارىء المعاني كلّها على كمالها من غير أن يخرم منها شيئا ، قالوا وهذه الشريطة تشهد أنها إجازة كلا إجازة ، لأنّ في كلام العرب خصوصا في القرآن الذي هو معجز بفصاحته وغرابة نظمه وأساليبه من لطائف المعاني والدقائق ما لا يستقلّ بأدائه لسان من فارسية وغيرها ، ويروى رجوعه إلى قولهما (٤) ، وعليه الاعتماد.
٤٥ ـ (كَالْمُهْلِ) هو درديّ الزيت (٥) والكاف رفع خبر بعد خبر (يَغْلِي فِي الْبُطُونِ) بالياء (٦) مكي وحفص ، فالتاء للشجرة والياء للطعام.
__________________
(١) في (ظ) و (ز) موعدهم.
(٢) سقط من (ز) أي ولي الثانية.
(٣) في (ز) شجرة.
(٤) قولهما : أي قول صاحبيه أبي يوسف ومحمد.
(٥) درديّ الزيت : ما يبقى أسفله (القاموس ١ / ٢٩٢).
(٦) في مصحف النسفي : تغلي لذا ذكر الخلاف ، وفي (ز) إضافة من الناسخ [وقرىء بالتاء].