(وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (٢٧) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ (٢٨) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ (٢٩) وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (٣٠) مِن فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِّنَ الْمُسْرِفِينَ (٣١) وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (٣٢) وَآتَيْنَاهُم مِّنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاء مُّبِينٌ (٣٣) إِنَّ هَؤُلَاء لَيَقُولُونَ (٣٤) إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ) (٣٥)
(وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ) هو ما كان لهم من المنازل الحسنة ، وقيل المنابر.
٢٧ ـ (وَنَعْمَةٍ) تنعّم (كانُوا فِيها فاكِهِينَ) متنعّمين.
٢٨ ـ (كَذلِكَ) أي الأمر كذلك ، فالكاف في موضع الرفع على أنه خبر مبتدأ مضمر (وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ) ليسوا منهم في شيء من قرابة ولا دين ولا ولاء ، وهم بنو إسرائيل.
٢٩ ـ (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ) لأنهم ماتوا كفارا ، والمؤمن إذا مات تبكي عليه السماء والأرض فيبكي على المؤمن من الأرض مصلّاه ، ومن السماء مصعد عمله ، وعن الحسن أهل السماء والأرض (وَما كانُوا مُنْظَرِينَ) أي لم ينظروا إلى وقت آخر ولم يمهلوا.
٣٠ ـ (وَلَقَدْ نَجَّيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مِنَ الْعَذابِ الْمُهِينِ) أي الاستخدام والاستعباد وقتل الأولاد.
٣١ ـ (مِنْ فِرْعَوْنَ) بدل من العذاب المهين ، بإعادة الجار كأنه في نفسه كان عذابا مهينا لإفراطه في تعذيبهم وإهانتهم ، أو خبر مبتدأ محذوف ، أي ذلك من فرعون (إِنَّهُ كانَ عالِياً) متكبّرا (مِنَ الْمُسْرِفِينَ) خبر ثان أي كان متكبّرا مسرفا.
٣٢ ـ (وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ) أي بني إسرائيل (عَلى عِلْمٍ) حال من ضمير الفاعل ، أي عالمين بمكان الخيرة وبأنهم أحقاء بأن يختاروا (عَلَى الْعالَمِينَ) على عالمي زمانهم.
٣٣ ـ (وَآتَيْناهُمْ مِنَ الْآياتِ) كفلق البحر ، وتظليل الغمام ، وإنزال المنّ والسلوى ، وغير ذلك (ما فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌ) نعمة ظاهرة ، أو اختبار ظاهر لننظر كيف يعملون.
٣٤ ـ ٣٥ ـ (إِنَّ هؤُلاءِ) يعني كفار قريش (لَيَقُولُونَ. إِنْ هِيَ) ما الموتة (إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولى) والإشكال أنّ الكلام وقع في الحياة الثانية لا في الموت ، فهلّا قيل إن