(وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ (٢٠) وَإِنْ لَّمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ (٢١) فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاء قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ (٢٢) فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ (٢٣) وَاتْرُكْ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ (٢٤) كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٢٥) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ) (٢٦)
على الله بالاستهانة برسوله ووحيه ، أو لا تستكبروا على نبيّ الله (إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) بحجة واضحة تدلّ على أني نبيّ.
٢٠ ـ (وَإِنِّي عُذْتُ) عدت (١) مدغم أبو عمرو وحمزة وعليّ (بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ) أن تقتلوني رجما ، ومعناه أنه عائذ متكل على أنه يعصمه منهم ومن كيدهم ، فهو غير مبال بما كانوا يتوعّدونه من الرجم والقتل.
٢١ ـ (وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ) أي إن لم تؤمنوا لي فلا موالاة بيني وبين من لا يؤمن فتنحّوا عني ، أو فخلّوني كفافا لا لي ولا عليّ ، ولا تتعرّضوا لي بشرّكم وأذاكم ، فليس جزاء من دعاكم إلى ما فيه فلا حكم ذلك. ترجموني ، فاعتزلوني في الحالين يعقوب.
٢٢ ـ (فَدَعا رَبَّهُ) شاكيا قومه (أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ) بأنّ هؤلاء ، أي دعا ربّه بذلك ، قيل كان دعاؤه اللهمّ عجّل لهم ما يستحقونه بإجرامهم ، وقيل هو قوله : (رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (٢) وقرىء إنّ هؤلاء بالكسر على إضمار القول ، أي فدعا ربّه فقال إنّ هؤلاء.
٢٣ ـ (فَأَسْرِ) من أسري. فاسر بالوصل حجازي من سرى ، والقول مضمر بعد الفاء ، أي فقال أسر (بِعِبادِي) أي بني إسرائيل (لَيْلاً إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ) أي دبّر الله أن تتقدّموا ويتبعكم فرعون وجنوده فينجي المتقدّمين ويغرق التابعين.
٢٤ ـ (وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً) ساكنا ، أراد موسى عليهالسلام لما جاوز البحر أن يضريه بعصاه فينطبق ، فأمر بأن يتركه ساكنا على هيئته ، قارّا على حاله من انتصاب الماء ، وكون الطريق يبسا ، لا يضربه بعصاه ، ولا يغيّر منه شيئا ليدخله القبط ، فإذا حصلوا فيه أطبقه الله عليهم ، وقيل الرّهو : الفجوة الواسعة أي اتركه مفتوحا على حاله منفرجا (إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ) بعد خروجكم من البحر ، وقرىء بالفتح أي لأنهم.
٢٥ ـ ٢٦ ـ (كَمْ) عبارة عن الكثرة منصوب بقوله (تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ).
__________________
(١) ليس في (ز) عدت.
(٢) يونس ، ١٠ / ٨٥.