وهكذا رواه
الصدوق بإسناده إلى سعد بن عبد الله الأشعري عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن القاسم
بن يحيى عن جدّه الحسن بن راشد عن الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام مثله .
هذا الحديث
ممّا احتار المفسرون في تبيينه ، نظرا لأنّ الاستيلاء لا يلائم مفهوم الإله ،
اللهمّ إلّا إذا أريد لازم معناه!
فهذا الحكيم
الفيلسوف صدر المتألهين في شرحه على أصول الكافي يقول : هذا من باب تفسير الشيء
بلازمه ، فإنّ معنى الإلهيّة يلزمه الاستيلاء على جميع الأشياء دقيقها وجليلها ،
غيبها وشهادتها ، ملكها ومملوكها ، دنياها وآخرتها .
والحكيم الإلهي
المحقق الفيض الكاشاني يقول : لما كان الله اسما للذات الأحديّة القيّوميّة ، فسّر
بما يختصّ به الذات ، وهو استيلاؤها على الدقيق والجليل .
وقال المولى
ميرزا رفيع النائيني (شيخ المجلسي) في تعليقته على الوافي : قوله : عن معنى الله ،
أي مفهوم هذا الإسم ومناطه ، فقال : استولى على ما دقّ وجلّ. أي الاستيلاء على كلّ
شيء ، هو مناط المعبوديّة بالحقّ لكلّ شيء .
وقال المولى
محمّد صالح المازندراني في شرحه على أصول الكافي : من المشهور عقلا ونقلا أنّ «الله»
اسم للذات المقدّسة التي هي بعينها عين جميع الصفات الذاتيّة الملحوظة في مرتبة
الذات ، ومن أعظم تلك الصفات هو استيلاؤه على جميع ما سواه من الممكنات دقيقها
وجليلها ، لأنّ هذه الصفة مستلزمة لجميع الصفات الكماليّة ، كالعلم بالكلّيات
والجزئيّات ، والقدرة الشاملة لجميع الممكنات ، والرحمة الكاملة التي وسعت كلّ شيء
، فلذلك فسّر عليهالسلام «الله» تفسيرا له ببعض الوجوه الكامل الشامل .
***
لكنّ المولى
المحقّق المجلسي العظيم تنبّه لنكتة ربما أغفلها الآخرون ، وهو : احتمال التحريف
أو غلط النسخة. فإنّ الكليني روى هذا الحديث عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي
وأخذه من كتابه «المحاسن» بإسناده إليه. والحديث جاء في الكتاب الأصل كالتالي :
__________________