حيث دار (١) ، أو انه مع القرآن والقرآن معه (٢) ، تعبير نبوي دقيق على ان علياً ملازم للحق ومتجسِّد به في كل أفعاله وأقواله ، وهو مُؤهَّل ـ بذلك ـ لقيادة الأمّة وايصالها الى شاطئ النجاة ، إذ من غير المعقول أن يكون رجل بهذه المواصفات أن يُحْرِف الامّة أو يهوي بها في منحدر الضلال ، لأن مثل هذا الرجل سيكون أميناً على الشرع الاسلامي ، ويمضي به ـ على هدى واستقامة ـ حتى النهاية. وعليه فإن الخليفة الذي يخلف رسول الله لابد أن يمتلك الصفات التي تصون الأمّة من الهلاك في الدنيا والآخرة.
والشخص الذي يكون مطابقاً للقرآن والحق في أقواله وأفعاله وسلوكه ، سيحفظ الأمّة من الانحراف والزيغ والتفرق إلى مذاهب وطوائف وفِرَق ونِحَل مختلفة.
من كل هذا ، يعتقد الشيعة أن الحاكم والخليفة الذي يخلف الرسول صلىاللهعليهوآله ، يجب أن يتّصف بهذه الصفات والخصائص التي توفّرت كلها في عليّ الذي ـ بحكم أقواله صلىاللهعليهوآله ـ هو الوصي والوزير والخليفة بعد الرسول ، لأن النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله قال فيه : «خليفتي من بعدي» ، حيث استخلفه بنفسه ، ليستحق لقب «خليفة رسول الله» ، لا كغيره من الخلفاء الذين ادّعوا انهم خلفاء للرسول دون أن يستخلفهم أو يوصي بهم. وبذلك افتقدوا للشرعية ، حيث أن الإستخلاف عملية جعلية كما يقول الشيعة.
٦ ـ تأكيد الرسول صلىاللهعليهوآله بأنه مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد المدينة ، او فليأتِ فليدخل من الباب (٣) ، أي هي باب واحدة فقط ، وان الأمّة إذا أرادت ، التزوّد من العلوم النبوية ، أن تتجه إلى عليّ دون سواه ، للاستيضاح منه والتقّه على يديه بكل صغيرة وكبيرة من المفاهيم والتعاليم الاسلامية.
__________________
(١) تأريخ مدينة دمشق ٤٢ : ٤٤٩ ؛ تأريخ بغداد ١٤ : ٣٢٢.
(٢) المعجم الصغير ـ الطبراني ١ : ٢٥٥ ؛ مجمع الزوائد ـ الهيثمي ٩ : ١٣٤.
(٣) المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٢٧ ؛ الاستيعاب ـ ابن عبد البر ٣ : ١١٠٢.