الاول : إن وجه اعتبار الاجماع ، هو القطع برأي الامام عليهالسلام ، ومستند القطع به لحاكية ـ على ما يظهر من كلماتهم ـ هو علمه بدخوله عليهالسلام في المجمعين شخصا ، ولم يعرف عينا ، أو قطعه باستلزام ما يحكيه (١)
______________________________________________________
(١) قد عرفت ان وجه كون الاجماع دليلا انما هو لكونه طريقا لرأي المعصوم عليهالسلام ، ومن الواضح ان الطريق سبب لثبوت ذي الطريق ، وذو الطريق هو المسبّب ، فالاجماع هو السبب ورأي المعصوم هو المسبب.
وحيث ان للعلماء مشارب مختلفة في استلزام الاجماع لرأي المعصوم ـ فهذا الامر معقود لبيان اقسام الاجماع.
الاول : الاجماع الدخولي وهو ان يسمع الحكم من جماعة يعلم بان بعض من سمع منه هو الامام عليهالسلام ، فيكون الامام عليهالسلام داخلا بشخصه في المجمعين اجمالا ، ولا بد وان يكون غير معلوم بعينه لانه لو كان معلوما بعينه للسامع لخرج عن ان يكون الاجماع هو الطريق لاثبات رأيه عليهالسلام ، بل يكون السماع منه بعينه هو المثبت لرأيه دون الاجماع ، وانما يكون الاجماع مثبتا لرأيه عليهالسلام حيث لا يكون السامع عارفا للامام بعينه ، ويكون سماعه من جماعة يعلم بان الامام بعضهم على سبيل الاجمال هو المثبت لرأيه عليهالسلام.
ولا يخفى ان الاجماع الدخولي نقل لرأي الامام عليهالسلام بالحس لا بالحدس ، لفرض سماعه من الامام بما هو بعض من الجماعة التي سمع منها الناقل للاجماع ، وقد اشار (قدسسره) الى وجه الاعتبار بقوله : «ان وجه اعتبار الاجماع هو القطع برأي الامام عليهالسلام» ثم اشار الى هذا القسم وهو الاجماع الدخولي وانه اجنبي بقوله : «ومستند القطع به» أي مستند القطع برأي الامام «لحاكية» أي لحاكي الاجماع «على ما يظهر من كلماتهم» في كيفية نقل الاجماع «هو علمه» أي علم الحاكي للاجماع «بدخوله عليهالسلام في المجمعين شخصا» ومعنى هذا هو كون الامام عليهالسلام بعض المجمعين الذي حصل الحاكي على آرائهم فهو حسي لتحصيل الحاكي