وليس لأحد تفسير أطول ولا أشبع منه (١).
قال ابن خلّكان : صاحب التفسير وعلم النسب ، كان إماما في هذين العلمين. (٢) قال ابن سعد : كان محمد بن السائب عالما بالتفسير وأنساب العرب وأحاديثهم ، وتوفّي بالكوفة سنة (١٤٦) في خلافة أبي جعفر المنصور (٣).
وكان يتشيّع عن إرث تليد ، وليس طارفا. قال ابن سعد : وكان جدّه بشر بن عمرو وبنوه : السائب وعبيد وعبد الرحمن ، شهدوا الجمل مع عليّ بن أبي طالب عليهالسلام. (٤)
وللكليني شهادة راقية بشأن الكلبي ، يذكر قصّة استبصاره ، ثمّ يعقّبها بقوله : «فلم يزل الكلبي يدين الله بحبّ آل هذا البيت حتى مات» (٥).
ومن ثمّ رموه بالضعف تارة وبالابتداع أخرى ، ومع ذلك فلم يجدوا بدّا من الانصياع لمقام علمه الرفيع ، وأن يلمسوا أعتابه بكل خضوع وبخوع. فقد اعتمده الأئمّة وجهابذة التفسير والحديث (٦).
أما ما ألصقوه به من الغلوّ في التشيّع فلا أساس له ، وإنما وضعوه عليه قصدا لتشويه سمعته ، بعد أن لم يكن رميه بمجرّد التشيّع قدحا فيه. فعن المحاربي قال : قيل لزائدة بن قدامة : ثلاثة لا تروي عنهم ، ابن أبي ليلى ، وجابر الجعفي ، والكلبي؟
__________________
(١) الإتقان ، ج ٤ ، ص ٢٠٩.
(٢) وفيات الأعيان ، ج ٤ ، ص ٣٠٩ ، رقم ٦٣٤.
(٣) الطبقات ، ج ٦ ، ص ٢٤٩ (ط ليدن)
(٤) المصدر نفسه. وتهذيب التهذيب ، ج ٩ ، ص ١٨٠.
(٥) الكافي الشريف ، ج ١ ، ص ٣٥١ ، رقم ٦.
(٦) تهذيب التهذيب ، ج ٩ ، ص ١٧٨ رقم ٢٦٦.