سورة ق
قوله تعالى : (ق وَالْقُرْآنِ).
قال : مكي (وَالْقُرْآنِ) قسم جوابه قبله وهو ما دلت عليه (ق) والتقدير والقرآن المجيد لقضي الأمر ، انتهى ، تقديم جواب القسم عليه ممتنع لكنه جعله دليل عن الجواب لا أنه نفس الجواب.
قوله تعالى : (بَلْ).
إضراب انتقال قبل تمام المنتقل عنه إلا أن يكون الجواب مقدم.
قوله تعالى : (أَنْ جاءَهُمْ).
مفعول من أجله ، فإن قلت : قد تقرر في المنطق أن التعجب لازم الإنسان بغير وسط فلا يقال : تعجبت لأجل كذا ، قلت : التعجب زيادة في وصف الفاعل خفى سببها فنفس التعجب بغير واسطه لكنه لا بدله من سبب ولا يسمى ذلك السبب واسطة.
قوله تعالى : (فَقالَ الْكافِرُونَ).
العطف بالفاء إشارة لمبادرتهم بالإنكار وتعجبهم الأول شك وارتياب ، والثاني استهزاء وتصميم على كفرهم.
قوله تعالى : (قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ).
رد على قولهم : (أَإِذا كُنَّا) ولم يقرر المفسرون وجه الرد ، وتقريره أن إعادة الشيء تنبيه من شرطها قدرة الصانع وعلمه وكونه سبحانه وتعالى قادرا معلوم له بالضرورة لا ينازعون فيه فبين لهم اتصافه بالعلم ، ولما كان العلم بما ينقص في المستقبل أبلغ من العلم بما انتقص في الماضي قبل أن تنقص دون نقصته.
قوله تعالى : (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا).
لما تضمن الكلام السابق أنهم في أمر ملتبس مختلط قد يتوهم أن هذه الضلالة لعدم وضوح الدلائل التي تهديهم إلى طريق الحق ، فأتى بهذه الآية شبه الاحتراس والتقدير غفلوا فلم ينظروا ، وتقدير المعطوف عليه قبل الهمزة أولى من جهة المعنى لأن المقصود إنكال عدم النظر وتوبيخهم عليه ، وأما الغفلة فهي ثابتة مقدرة ، ولكنه عند النحويين مقدر بعد الهمزة.