الفصل الثالث
منهج النسائي في كتاب التفسير
* السمة الأولى : اتسم كتاب «التفسير» من السنن الكبرى للإمام النسائي بجودة التصنيف ، وحسن الترتيب ، وانتقاء الترجمة للحديث من آيات القرآن ، أو بما يناسبها من التراجم المنتقاة التي يستقيها ويستخرجها من الحديث أو الآية.
فقد قسّم نصوص الكتاب البالغة ـ فيما وصل إلينا ـ (٧٣٥) نصا على (١٠٥) سورة وزّع وقسم عليها تراجم لكل سورة ، بلغت (٤١٨) ترجمة بالآيات وبغيرها. وكان محتوى هذه النصوص في كل سورة مطابقا للترجمة التي وضعها تحتها ؛ مما يدل على مهارته وقدرته ـ رحمهالله تعالى وأجزل المثوبة له ـ على التبويب وحسن التصنيف.
فقد يترجم بآية معينة عامة ، ثم يورد تحتها النصوص العامة ، ثم يتبعها بما يخصصها أو ينسخها ؛ لئلا يحدث ذلك خللا عند القارئ المطلع ، ولئلا يحشر النصوص في سورة واحدة أو تحت آية واحدة.
ومثال ذلك : ما صنعه في سورة البقرة ، فقد استوعبت (٧٦)