حديثا ، وزّعها وصنفها الإمام النسائي بفطنته وحسن وجودة تصنيفه على (٥٣) ترجمة ، ووضع تحت كل ترجمة ما يناسبها من الأحاديث.
ـ بل قد يترجم ويعنون أيضا بغير الآيات مثال :
علامة المنافق (١٤٧) ـ الحواريون (١٧٩) ـ بركة الذّرية (١٨٨) ـ الفتون (٣٤٦) ـ الأحزاب (٤١٧) ـ باب محمد رسول الله (٥٣٢) ـ ذكر سدرة المنتهى (٥٥٣) ـ ذي القربى (٥٦٧) ـ المهاجرون (٦٠٠).
وفي هذا كله ما ينبئ عن الدقة في الترجمة ، وحسن اختيار لنصوص التراجم.
كما اتسم تفسيره أيضا بالوحدة الموضوعية ، فإنه لم يدخل في تفسيره سوى ما يتعلق بتفسير الآيات المرادة من الحديث المرفوع أو الموقوف. وأنت ـ أخي القارئ ـ إذا أنعمت النظر في قول الحافظ الحاكم : أبي عبد الله ـ صاحب المستدرك ـ «من نظر في كتاب السنن للنسائي تحيّر من حسن كلامه (١)» فإنك تذعن بفضل الإمام النسائي وما أدّاه للمسلمين من خدمات جليلة.
* السمة الثانية : إسناده النصوص النبوية والموقوفات إلى قائليها ، وهذه ميزة عظيمة قلّما تجدها في مصنفات المتأخرين.
__________________
(١) معرفة علوم الحديث (ص ٨٢).