تلميذه الطبراني الذين بلغوا نحو الثلاثمائة وألف ، فإن في شيوخ الطبراني ما يوازي هذا الرقم وأكثرهم مجاهيل ومتروكين وليست لهم ترجمة (١).
فالنسائي وهو شيخ الطبراني ينتقي شيوخه ومن يحدث عنهم ، فانظر إلى الإمام الحافظ أبي الحسن الدارقطني وهو يقول (٢) : «لم يكن مثله ، ولم يكن في الورع مثله : لم يحدث بما حدث ابن لهيعة (عبد الله الحضرمي ت ١٧٤ ه) وكان عنده عاليا عن قتيبة وقال أبو طالب ـ أحمد بن نصر ـ الحافظ : من يصبر على ما يصبر عليه أبو عبد الرحمن النسائي ، كان عنده حديث ابن لهيعة ترجمة فما حدث بها ، وكان لا يرى أن يحدث بحديث ابن لهيعة (٣)» قال الحافظ ابن حجر (٤) : «ولم يحدث به لا في السنن ولا في غيرها».
ـ فهذا ـ أخي القارئ الكريم ـ مما ينبهنا على أنه لم يكن الراوي عنده مرضيا ـ ولو كان شيخ شيخه ولو كان عنده عاليا ـ فإنه يترك حديثه ولا يحدث به.
__________________
(١) راجع مقدمة كتاب الدعاء للطبراني (ص ٢٨).
(٢) كما في سؤالات السهمي للدارقطني (رقم النص ١١١).
(٣) تهذيب المزي (١ / ٣٣٥) محقق.
(٤) مقدمة السنن للسيوطي (ص ٤)