وكان يكثر الجماع مع صوم يوم وإفطار يوم ، وكان له أربع زوجات يقسم لهن ، ولا يخلو مع ذلك من جارية واثنتين يشتري الواحدة بالمائة ونحوها ويقسم لها كما يقسم للحرائر.
وكان قوته في كل يوم رطل خبز جيد يؤخذ له من سويقة العرافين لا يأكل غيره [سواء] كان صائما أو مفطرا. وكان يكثر أكل الديوك الكبار ، تشتر له ، وتسمن [وتخصى] ثم تذبح فيأكلها ، «ويذكر أن ذلك ينفعه في باب الجماع».
قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ (١) : «سمعت أبا الحسين محمد بن المظفر الحافظ يقول : سمعت مشايخنا بمصر يعترفون لأبي عبد الرحمن النسائي بالتقدم والإمامة ، ويصفون من اجتهاده في العبادة بالليل والنهار ومواظبته على الحج والاجتهاد ، وأنه خرج إلى الفداء مع والي مصر فوصف من شهامته وإقامته السنن المأثورة في فداء المسلمين والمشركين واحترازه عن مجالسة السلطان الذي خرج معه والانبساط بالمأكول والمشروب في رحله ، وأنه لم يزل ذلك دأبه إلى أن استشهد رضي الله عنه بدمشق من جهة الخوارج.»
ـ فمن هذه النقول نستخلص أن الإمام النسائي كان : مهيبا وقورا ـ نضر الوجه ـ يلبس الثياب الطيبة المنظر ، مع مراعاة الجانب
__________________
(١) كما نقله عنه المزي في التهذيب (١ / ٣٣٤) محقق.