__________________
ـ ومجوس كصبور : رجل صغير الأذنين كان في سابق العصور أو لمن وضع دينا للمجوس ودعا إليه.
والمجوسية بالفتح نحلة. وفي الحديث : «فأبواه يمجسانه».
ويقول الشهرستاني : (المجوسية يقال لها الدين الأكبر ، والملة العظمى).
وأطلق العرب اسم المجوس على قرصان النورمان ، والسكاندينافيين الذين حاولوا في القرون الوسطى اقتحام السواحل أو الحدود في بلاد الغرب الإسلامي.
وقد عرفت المجوسية بأنها ديانة الفرس ؛ لأن معظم الفرس كانوا يدينون بها منذ ظهرت في بلادهم خصوصا (الزرادشتية). التي كانت الدين الرسمي (للدولة الساسانية) التي تأسست عام ٢٢٦ ق. م. وإن كانت بدايتها أسبق من نشأة هذه الدولة بكثير ، فشأن المجوسية شأن غيرها من أديان قديمة جابت أرجاء المعمورة في مصر واليونان والصين والهند والعراق وغيرها ، لكنها لم تقتصر على بلاد الفرس وحدها ، حيث إن بعض العرب دانوا بها في هجر وحضرموت وعمان ، وقيل : إن بعض العرب كان يدين (بالمزدكية) وممن تمجس من العرب (زرارة بن عدس) وابنه (حاجب) و (الأقرع بن حابس) وغيرهم.
ولم يرد ذكر المجوس في القرآن الكريم إلا في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)[الحج : ١٧].
ويقرر ابن خلدون أنهم ـ أي المجوس ـ من أقدم الأمم ، فيقول :
هذه الأمة ـ أي المجوس ـ من أقدم أمم العالم ، وأشدهم قوة وآثارا في الأرض ، وكانت لهم دولتان عظيمتان طويلتان :
الأولى : الكينوية ، والثانية : الساسانية الكسروية.
ثم يحدد ملكهم فيقول (إن مدة ملكهم من ـ كيومرث ـ أبيهم إلى الملك يزدجرد أيام عثمان رضي الله عنه أربعة آلاف سنة ومائتان وإحدى وثمانون سنة).
ولقد مرت المجوسية بمراحل أربعة تمايزت كل منها عن سابقتها :
الأولى ـ من نشأتها حتى ظهور زرادشت.
الثانية ـ المجوسية في عهد زرادشت.
الثالثة ـ المجوسية بعد زرادشت وحتى ظهور الإسلام.
الرابعة ـ المجوسية بعد ظهور الإسلام.
وللمجوسية عقائدها الفاسدة :
فهم يعتقدون أن للعالم إليهن اثنين ، أو أصلين يقتسمان الخير والشر ، ويسمون الأول (النور) والآخر (الظلمة) ، وبالفارسية (يزدان) و (أهرمن).
ويقول ابن حزم (والمجوس لا يقرون بنبوة أحد من الأنبياء إلا زرادشت).
ويقول السكسكي في معرض حديثه عن المجوس : (إنهم ينكرون نبوة آدم ونوح ، عليهماالسلام).
وقالوا : لم يرسل الله عزوجل إلا رسولا واحدا لا ندري من هو؟
وللمجوس كتاب مقدس يسمى (الأوفستا) أو الأبستاق يزعمون أنه نزل على نبيهم (زرادشت) من الإله وعمل (زرادشت) تفسيرا له سماه (زندا) والمجوس تؤمن باليوم الآخر والبعث والحساب والجنة والنار والصراط بيد أنه كان إيمانا شائها ، وهم يرون أن البعث للأرواح دون الأجساد فهم يعتقدون أن الروح ألبست الجسد من أجل محاربة (أهرمن) وجنوده من الشياطين ، فإذا قضي ـ