ما ، فينصرف الأمر إلى الزمان الفعلي ، فهذه تكون دلالة إطلاقية ، وعلى الاحتمال الأول فكلمة عالم ليس لها دلالة أصلا على التلبس في ظرف الحكم فضلا عن ظرف النطق ، بل كلا هذين الأمرين يستفاد من دال آخر ، فالدال على التلبس في ظرف الحكم هو ظهور الجملة في الاتحاد والهوهوية بين المحمول والموضوع ، فإن هذا الظهور في الاتحاد معناه أن زيدا عين عالم ، وعالم هو الذات التي لها التلبس ، إذن فهذه العينية لا تصدق إلّا حينما يكون زيد في ظرف العينية والجري متلبسا ، فيكون إثبات التلبس في ظرف الجري بظهور القضية الحملية في الهوهوية ، لا بظهور كلمة المشتق نفسها ، وأمّا ظهور هذا التلبس أنه موجود في نفس زمان النطق ، أو قبله أو بعده ، فهذا يستفاد من الإطلاق فحيث أطلق كلامه ، ولا يعلم هل أن حكمه بالمحمول على الموضوع كان بلحاظ زمان النطق أو بلحاظ زمان سابق أو لاحق ، وحيث لم ينصب قرينة معينة فينصرف حكمه إلى الزمان الحاضر.
والصحيح هو الاحتمال الأول ، وإبطال الاحتمال الثاني يكون بأمرين :
الأمر الأول : لو فرضنا أن التلبس مقيد بالنطق ، إذن يلزم من ذلك ، أن يكون قولنا «زيد عالم بالأمس» مجازا ، لأن زيدا لم يكن متلبسا في زمان النطق ، بل في زمان الجري ، مع أن قولنا زيد عالم بالأمس أو عالم غدا ، لا إشكال في أنه حقيقة.
الأمر الثاني : أنه ما المراد بأخذ النطق قيدا؟. فإن كان المراد هو أخذ مفهوم النطق قيدا ، فهذا واضح البطلان ، لأنه لا يتبادر إلى الذهن من كلمة عالم نفس ما يتبادر إليه من كلمة نطق ، وإن كان المراد هو أخذ واقع النطق قيدا فيلزم من ذلك عدم المعنى للكلمة عند عدم النطق بها إذ حيث لا نطق واقعي ، لا معنى للكلمة ، مع أن كلمة عالم ، لها معنى محفوظ سواء نطق بها إنسان أو لم ينطق بها إنسان.
وأما الاحتمال الثالث ، فإبطاله أيضا يكون بأمرين :