العنوان البسيط الانتزاعي ، بلحاظ جهة عرضية خارجية ، كما هو الحال في الاحتمال الرابع من الاحتمالات المتقدمة عند تصوير عويصة الإشكال ، إذ لو كان مقصوده هذا لأمكن الاكتفاء بالمقدمة الأولى فقط ، إذ بمجرد كون الصلوات تشترك في أثر واحد نوعي ، حينئذ ، يمكن انتزاع هذا الجامع عن الصلوات ، بلحاظ ترتب هذا الأثر عليها ، بلا حاجة إلى ضم قانون أنّ الواحد لا يصدر إلّا من واحد ، فمن هنا يعرف أن مراده من الجامع جامع بسيط ذاتي ، ينطبق على الصلوات ، لا في طول ترتب الأثر بل في مرتبة سابقة على ترتب الأثر ، بحيث أن هذا الجامع هو علة الأثر والمؤثر للأثر.
فمقصوده عنوان بسيط ذاتي ، إمّا ذاتي في كتاب الكليّات ، أو الذاتي في كتاب البرهان ، فمراده هو الاحتمال الثاني ، أو الثالث ، من الاحتمالات الأربعة التي تقدمت في عويصة الإشكال. وقد اعترضوا على هذا الكلام باعتراضات نذكر أهمها.
الاعتراض الأول :
إن الواحد على ثلاثة أقسام : واحد بالشخص ، وواحد بالنوع ، وواحد بالعنوان.
والمقصود من الواحد بالشخص ، الواحد بالعدد ، بمعنى شخص واحد من قبيل زيد ، والمقصود من الواحد بالنوع النوع الواحد أي ماهية نوعية واحدة ، مشتركة في ذاتياتها ، وهذه الذاتيات محفوظة في تمام أفرادها من قبيل ماهية الحرارة ، فإن ماهيتها ليست واحدا بالشخص ، لأنها كثيرة بالعدد ، ولكنها واحدة بالنوع ، والمقصود من الواحد بالعنوان ، وحدة العنوان الانتزاعي المنطبق على أفراد متعددة ، وإن كانت هذه الأفراد متعددة عددا وماهية ، من قبيل عنوان الطويل ، فقد يصدق على النخيل ، وقد يصدق على الحيوان ، وقد يصدق على الإنسان ، فهذا واحد بالعنوان ، يجمع أفراد مختلفة ومتكثرة عددا ونوعا.