على ذلك ، والنصوص وردت بأن عصاتهم في النار ، أما أن مؤمنيهم في الجنة فاختلف فيه ؛ فقيل ، نعم بالقياس على مؤمني الإنس بجامع الإيمان والطاعة ، وقيل : لا لعدم النص فيه ، ومثله لا يثبت بالقياس ، فعلى هذا قيل : يصيرون ترابا أو يفنون بوجه من وجوه الفناء كالبهائم ، وهو بعيد ، والأشبه مشاركتهم في الرضوان لمشاركتهم في الإيمان.
(فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) (٦٨) [الرحمن : ٦٨] يحتج به على جواز عطف الخاص على العام ، وهو المثال المشهور فيه.
وقال بعض الفضلاء : ليس هذا من أمثلة ذلك ؛ لأن شرطه أن يكون المعطوف عليه عاما يتناول المعطوف بعمومه ثم يعطف بعد ذلك ، تخصيصا له بالذكر كجبريل وميكائيل عطف على عموم ملائكته ، وليس هذا كذلك ؛ لأن فاكهة نكرة في سياق إثبات ، فهي مطلق لا عام ، فلم يتناول النخل والرمان / [٤١٠ / ل] حتى يكون عطفهما عليها عطف خاص على عام ، وهذا كلام صحيح وتحقيق جيد ، غفل عنه أكثر الناس ، بل كل من رأينا كلامه فيه ، وإنما نبه عليه الشيخ الإمام العالم الفاضل شهاب الدين القرافي المالكي في بعض كتبه.
(تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) (٧٨) [الرحمن : ٧٨] يحتج به من رأى أن الاسم هو المسمى لأن التسبيح له لا لاسمه ، فحيث أوقع التسبيح والتنزيه على الاسم دل على أنه المسمى وقد سبق جوابه ، ويحتمل أنه عبر عن المسمى باسمه مجازا للعلاقة بينهما.
* * *