القول في سورة طه
(الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) (٥) [طه : ٥] سبق القول فيه.
(اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) (٨) [طه : ٨] ـ سبق أيضا.
(إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى) (١٥) [طه : ١٥] أي : عن نفسي فكيف أظهرها للخلق ، وهو معنى (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (١٨٧) [الأعراف : ١٨٧] (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (٣٤) [لقمان : ٣٤].
(وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى) (١٧) [طه : ١٧] سؤال تأنيس ، (قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى) (١٨) [طه : ١٨] هذا جواب السؤال ، وباقي كلامه زائد على الجواب المطابق استئناسا من موسى ، ويستدل به على الجواب بأكثر مما سئل عنه لفائدة ، إما الاستئناس كما هاهنا ، أو زيادة فائدة وتمهيد قاعدة ، كقوله صلىاللهعليهوسلم حين سئل عن البحر «هو الطهور ماؤه الحل ميتته» (١).
(فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى) (٢٠) [طه : ٢٠] الآيتين ، هذا من المعجزات النبوية ، وتوجيهه عن المتكلمين أنه يخلق الحياة فيها إذا شاء ويسلبها عنها إذا شاء ، وزعم بعضهم أنا العصا كانت من آس الجنة ، وفيها حياة كامنة ، إذا أريد انقلابها حية ظهرت الحياة وكمنت الجمادية ، وإذا أريد عودها عصا انعكس ذلك ، وهو بعيد ، ولعله / [١٣٥ أ / م] مأخوذ
__________________
(١) أخرجه مالك في الموطأ كتاب الطهارة (١٢) وأبو داود في الطهارة (٨٣) والترمذي في الطهارة (٦٩) والنسائي في الطهارة [١ / ٥٠] وفى التيمم [١ / ١٧٦] وابن ماجة في الطهارة وسننها [٣٨٦] وأحمد [٢ / ٢٣٧ ، ٣٦١ ، ٣٩٣] والدارمي [٧٣٥ ، ٢٠١٧] والبيهقي في السنن [١ / ٣] والدارقطني [١ / ٣٦] والبخاري في التاريخ الكبير [٣ / ٤٧٨].