يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً) (١١٤) / [١٩٣ ب]) [طه : ١١٤] ، [ومن قال : إنه جبريل ، ربما استدل بأنه أفضل من الأنبياء الذين أوحى إليهم ؛ لأنه معلم وهم متعلمون ، وعورض بأنهم أفضل ؛ لأنه رسول وهم مرسل إليهم ، ونقض ذلك بالرسل مع الأمم ، وقد سبقت هذه المسألة.
(ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى (٨) فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) (٩) [النجم : ٨ ، ٩] يحتج به على إثبات الجهة ، إذ لا يتصور هذا التقدير إلا معها ، ولا يجوز حمله على جبريل وأن (قابَ قَوْسَيْنِ) كان بينه وبين النبي صلىاللهعليهوسلم ؛ لأن جبريل ـ عليهالسلام ـ قرب من النبي صلىاللهعليهوسلم في الأرض حتى تماست ركبهما ، وذلك أقرب من قاب قوسين ففي السماء ، فتعين حمله على أنه بينه وبين الله ـ عزوجل ـ ويلزم الجهة ، والخصم إنما يدفع هذا بما مر من لزوم التحيز والتجسيم].
(ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى) (١١) [النجم : ١١] إشارة إلى أنه صلىاللهعليهوسلم ـ رأى ربه ـ عزوجل ـ بقلبه ، والفؤاد عين القلب ، كما أن البصر عين القالب.
(عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى (١٤) عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى) (١٥) [النجم : ١٤ ـ ١٥] فيه إثبات الجنة موجودة قبل القيامة / [٤٠١ / ل] خلافا للمعتزلة كما سبق.
(ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى) (١٧) [النجم : ١٧] إشارة إلى أنه صلىاللهعليهوسلم رأى ربه ـ عزوجل ـ ببصره الظاهر ، وقد اختلف في ذلك ، فحكي عن ابن عباس وجماعة : «[أنه رآه] ـ عزوجل ـ بعين رأسه لظاهر هذه الآية ، وحكي عن عائشة أنها أنكرت ذلك ؛ مستدلة بقوله ـ عزوجل ـ : (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (١٠٣) [الأنعام : ١٠٣] وحملت هذه الآية على أنه رأى جبريل مرتين في صورته الأصلية العظيمة الهائلة.
والأشبه الأول ، ويحكى عن أحمد أنه قيل له : بم ترد قول عائشة في إنكار الرؤية؟ فقال : بقول ابن عباس في إثباتها أو كما قال ، وحكى عن بعضهم أنه قال : كان النبي صلىاللهعليهوسلم يضع كل حديث عند أهله ، ويحدث الناس على قدر عقولهم ، وابن عباس رجل كامل فأفشى إليه هذا الحديث ، وعائشة إذ هي امرأة ليست كالرجال في الكمال لم يحدثها به.
(أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى) (١٩) [النجم : ١٩] قيل : اشتقوا اللات من اسم الله ـ عزوجل ـ والعزى من العزيز ، وقيل : إن رجلا كان يلت السويق للحاج فسمي اللات اسم فاعل من ذلك مشدد التاء ، ثم سموا به الصنم ، وخففوه.
(أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى) (٢١) [النجم : ٢١] سبق نظائره ، وهاهنا موضع إلقاء الشيطان في الوحي كما قيل وأشير إليه في سورة الحج» فألقى متصلا بهذا ، أعني :