اللهِ فَإِذا جاءَ أَمْرُ اللهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ) (٧٨) [غافر : ٧٨] فرأيته ضحك حتى رأيت أسنانه ، فترددت في النوم في ضحكه : هل هو استقصار لعلمي أو لأني تحريت الصدق ، ولم أعد الحق وهذا هو أظهر الاحتمالين ، ثم لما استيقظت نظرت / [٣٦٧ ل] في تأويل هذه الرؤيا ، فذكر فيها بعض المعبرين أن من رأى المسيح في النوم ، فقدر له الاشتغال بالطب في ذلك العام برز فيه ، فشرعت من حينئذ في قراءة القانون في الطب ، فقرأت فيه يومين أو ثلاثة ، ثم لم يقدر لي الاستمرار.
(فَإِذا جاءَ أَمْرُ اللهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ) (٧٨) [غافر : ٧٨] سبق نظيرها والكلام فيه.
(فَلَمَّا جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَرِحُوا بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) (٨٣) [غافر : ٨٣] إشارة إلى أنه لا ينبغي لأحد أن / [١٧٧ أ / م] يعارض علم الرسل بغيره ، فإنه حينئذ كمن يعارض طب بقراط وجالينوس بطب العجائز ، بل أسخف عقلا وأضعف رأيا ؛ إذ الأنبياء يستندون في علمهم إلى كشف عياني مستند إلى قدرة وعلم رباني ، وهذا المعارض له بعلمه مستند إلى عقله وفهمه ، وأين عقل الإنسان الضعيف من علم الحكيم اللطيف.
* * *