الكتب القديمة ، فهو آية صدق النبي صلىاللهعليهوسلم بدليل : (أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ) (١٩٧) [الشعراء : ١٩٧] ولو لم يكن المراد ما ذكرناه لما كان آية ، ولا قامت الحجة على الكفار بعلم علماء بني إسرائيل ، لأن مجرد كون معاني القرآن في التوراة مثلا لا يكفي في الحجة على صدق الرسول.
(وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (١٩٨) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ ما كانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ) (١٩٩) / [١٥٠ أ / م]) [الشعراء : ١٩٨ ـ ١٩٩] هذا شبيه بقوله ـ عزوجل ـ : (وَلَوْ جاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ) (٩٧) [يونس : ٩٧] (وَلَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتى وَحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ) (١١١) [الأنعام : ١١١] لأن إظهار هذا القرآن على لسان رجل أعجمي معجز ضروري ، ثم لو كان كذلك لما آمنوا لما يخلق في قلوبهم من الصوارف عن الإيمان ، دل على ذلك قوله ـ عزوجل ـ : (كَذلِكَ سَلَكْناهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (٢٠٠) لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ) (٢٠١) [الشعراء : ٢٠٠ ـ ٢٠١] أي سلكنا الشك فيه والتكذيب به في قلوبهم ، فلا يدعهم ذلك أن يؤمنوا.
(إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ) (٢١٢) [الشعراء : ٢١٢] لحراسة الشهب للسماء.
(فَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ) (٢١٣) [الشعراء : ٢١٣] يحتج بها على ما سبق في غير موضع من أن عصمة الأنبياء إنما هي من وقوع الكفر لا من جوازه ، وإلا لما كان لهذا النهي والوعيد عليه فائدة.
(فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ) (٢١٦) [الشعراء : ٢١٦] وعيدي محكم مثل (وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ) (٤١) [يونس : ٤١].
* * *