(وَيَقُولُ الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا) (٦٦) [مريم : ٦٦] هذا إنكار للبعث ، وجوابه : (أَوَلا يَذْكُرُ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً) (٦٧) [مريم : ٦٧] أي : كما ابتدأناه عن عدم نوجده ، ولو عن عدم ، وهو قياس الإعادة على الابتداء.
(وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا) (٧١) [مريم : ٧١] يعني النار يمر الناس على الصراط وهو كالجسر مقنطر عليها ؛ فالمتقي ناج ، وغيره هاو فيها.
(قُلْ مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضْعَفُ جُنْداً) (٧٥) [مريم : ٧٥] ، يحتج بها المعتزلة ، إذ نسب الكون في الضلالة إلى الضال ، ويجاب بأن الكون فيها أعم من أن يكون بفعله أو بخلق الله ـ عزوجل ـ وجبره إياه ، والعام لا يدل على الخاص ، وكذا الجواب عن قوله ـ عزوجل ـ : (وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ مَرَدًّا) (٧٦) [مريم : ٧٦] ثم يحتج به من رأى الإيمان يقبل الزيادة والنقصان ، لأن الهدى هو الإيمان.
(أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً) (٧٨) [مريم : ٧٨] استدلال بالسبر والتقسيم كما مر في (قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَراماً وَحَلالاً قُلْ آللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ) (٥٩) [يونس : ٥٩]. (وَما يَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً) (٩٢) [مريم : ٩٢] هذا وما قبله وبعده دال / [٢٨٦ / ل] على استحالة الولد لله ـ عزوجل ـ ومنافاة الولدية للملكية ، واستعظام هذا القول جدا ، وقد سبق جميع ذلك.
* * *