مكلف اثنان منهم يحفظون عليه أعماله.
(وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ (١٠) كِراماً كاتِبِينَ (١١) يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ) (١٢) [الانفطار : ١٠ ـ ١٢] (ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (١٨) [ق : ١٨] وبعض الزنادقة ينكرهم ؛ لأنه لا يراهم ، ويلزمه أن ينكر الهواء المالئ للفضاء لأنه لا يراه ، وأن ينكر عقله / [٧٨ أ / م] ونفسه وروحه ؛ لأنه لا يرى شيئا من ذلك.
(قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) (٦٣) [الأنعام : ٦٣] الآيتين من أدلة التوحيد ، وتقريره كما سبق في (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (٤٠) [الأنعام : ٤٠].
(وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ) (٦٦) [الأنعام : ٦٦] يعني القرآن ، الدليل على حقيقته وجوه :
أحدها : أنه معجز في نفسه ، وكل معجز حق.
الثاني : ظهور معجزات غيره على يد من جاء به وأخبر بحقيقته.
الثالث : ما تضمنه من الأخبار بالغيوب الماضية والمستقبلة ، فكان الإخبار مطابقا مع وجوه أخر.
(وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ) (٦٦) [الأنعام : ٦٦] منسوخ بآية السيف. أو خارج مخرج الوعيد ، فهو محكم.
(وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (٦٨) [الأنعام : ٦٨] دلت هذه الآية على أن الناسي غير مكلف ، لقوله ـ عزوجل ـ : (فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (٦٨) [الأنعام : ٦٨] دل على أن قعوده معهم حال النسيان غير منهي عنه ؛ لأنه فيه معذور بالنسيان ، ولو كان مكلفا حينئذ لتعلق به النهي ، وإذا ثبت هذا في الناسي ألحق به الساهي والمخطئ والجاهل والمكره ، يؤكد ذلك