(تِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (١٣) / [٤٦ أ / م] [النساء : ١٣].
(وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها وَلَهُ عَذابٌ مُهِينٌ) (١٤) [النساء : ١٤] عام فيهما بشرط الموافاة على ذلك.
(وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْه ِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً) (١٥) [النساء : ١٥] عام في إتيان الفواحش غير أن الآية منسوخة في إمساكهن في البيوت ، بما شرع فيهن من الجلد والرجم والتغريب.
(إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً) (١٧) [النساء : ١٧] هذا عام في هؤلاء مطرد.
(إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ) [النساء : ١٧] أي واجب منه بمقتضى صدق وعده لا أنه واجب عليه ، خلافا للمعتزلة ، إذ أوجبوا عليه قبول التوبة ، ورعاية المصالح وفعل اللطف وإزاحة [العلل في التكليف] ؛ لأنه لو لم يجب عليه لجاز له تركه ، ولو تركه لكان [ذلك قدحا في الحكمة والعدل ، وأنه محال.
وقال الجمهور : لو وجب عليه شيء من ذلك لكان] فوقه موجب أعلى منه شرع أو عقل وأنه محال ، إذ الله ـ عزوجل ـ هو العلي المطلق ، فلا أعلى منه ، ولا نسلم أنه لو ترك شيئا مما ذكرتم لكان قد جار في حكمه أو عدل ، فلم قلتم ذلك ، فإن الله يتصرف في خلقه بحق ملكه التام واستعلائه العام ، وإنما هذا من الخصم بناء على التحسين والتقبيح العقلي ، وهو ممنوع.
(وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) (١٨)
[النساء : ١٨] عام مطرد في سلب قبول التوبة عن هذين الفريقين لكنهما إنما تنقطع عن عامل السيئات عند حضور الموت ، ومعاينة الملك ونحوه ، وهي مقبولة ما لم ييأس من الحياة إن شاء الله عزوجل.