برؤية كمالها (وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آياتِ اللهِ) وتجليات صفته فتقف مع أنائيتك كوقوفهم مع الغير فتكون من المشركين بالنظر إلى نفسك وإشراكها بالله في الوجود (وَادْعُ إِلى رَبِّكَ) به لا إلى نفسك بها ، فإنك الحبيب ، والحبيب لا يدعو إلى نفسه ولا يكون بنفسه بل إلى حبيبه بحبيبه (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) فلا تدع معه غيرا لا نفسك ولا غيرها. فمن امتثال قوله : (وَادْعُ إِلى رَبِّكَ) حصل له وصف ما طغى ومن قوله : (وَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ) ، (ما زاغَ الْبَصَرُ) (١). (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) أي : ذاته ، إذ لا موجود سواه (لَهُ الْحُكْمُ) بقهره كل ما سواه تحت صفاته (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) بالفناء في ذاته.
__________________
(١) سورة النجم ، الآية : ١٧.