عمر ـ » (١) والآخر يقول : « أفسنة عمر تتبع أم سنّة رسول الله » (٢) ، ويقول ثالث : « فعلها أبو القاسم وهو خير من عمر » (٣) .
وهكذا الحال بالنسبة إلى مخالفي الإمام عليّ كمعاوية وابن الزبير فإنّهما سعوا إلى مخالفة سنة رسول الله بغضاً لعلي بن أبي طالب ولتحكيم سيرة الشيخين في الأحكام ، لكن بعض الصحابة وعلى رأسهم ابن عباس كان يصر على اتيان ما اتى به الإمام علي لأنّه التابع الاول والمخلص لرسول الله صلىاللهعليهوآله .
فعن سعيد بن جبير قال : كنّا مع ابن عباس بعرفة ، فقال لي : يا سعيد ما لي لا أسمع الناس يلبون ، فقلت : يخافون من معاوية ، قال : فخرج ابن عباس من فسطاطه فقال : لبيك اللهم لبيك وإن رغم أنف معاوية ، اللهم العنهم فإنّهم تركوا السنة من بغض عليّ بن أبي طالب (٤) .
وقال الإمام الرازي في تفسيره : إنّ علياً كان يبالغ في الجهر بالتسمية [ أي البسملة ] في الصلاة ، فلمّا وصلت الدولة إلى بني أميّة بالغوا في المنع من الجهر سعياً في إبطال آثار عليّ ... (٥) .
______________________
(١) انظر قول أبي بن كعب في تهذيب الكمال ٢ : ٢٧٦ ، وتاريخ دمشق ٧ : ٣٢٥ .
(٢) انظر البداية والنهاية ٥ : ١٤١ ، مسند أحمد ٢ : ٩٥ ح ٥٧٠٠ ، السنن الكبرى للبيهقي ٥ : ٢١ ح ٨٦٥٨ .
(٣) انظر سنن الدارمي ٢ : ٥٥ ح ١٨١٤ ، ومسند البزار ٤ : ٦٥ / ح ١٢٣٢ .
(٤) سنن البيهقي ٥ : ١١٣ / ح ٩٢٣٠ ، وانظر مستدرك الحاكم ١ : ٤٦٤ / ح ١٧٠٦ ، قال : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، الاحاديث المختارة ١٠ : ٣٧٨ / ح ٤٠٣ ، صحيح ابن خزيمة ٤ : ٢٦٠ / ح ٢٨٣٠ ، سنن النسائي المجتبى ٥ : ٢٥٣ / ح ٣٠٠٦ .
(٥) التفسير الكبير للرازي ١ : ١٦٩ .