وجاء عن ابن أبي هريرة (١) إنّ الجهر بالتسمية إذا صار في موضع شعاراً للشيعة فالمستحب هو الإسرار بها مخالفة لهم (٢) .
وقال ابن الزبير لابن عباس : انّي لاكتم بغضكم أهل هذا البيت منذ أربعين سنة (٣) .
وروى المسعودي وغيره أنّ ابن الزبير مكث أيّام خلافته أربعين جمعة لا يصلي فيها على النبيّ ويقول : لا يمنعني ذكره إلّا أن تشمخ رجال بآنافها ، وفي رواية : إنّ له أهيل سوء ينغضون رؤوسهم عند ذكره (٤) .
وفي علل الشرايع عن أبي إسحاق الأرجائي رفعه عن الصادق عليهالسلام انّه قال : أتدري لم أُمِرتُم بالأخذ بخلاف ما تقول العامة ؟ فقلت : لا أدري .
فقال : إنّ علياً لم يكن يدين الله بدين إلّا خالف عليه الأمّة إلى غيره ، إرادةً لإبطال أمره ، وكانوا يسألون أمير المؤمنين عن الشيء الذي لا يعلمونه ، فإذا افتاهم ، جعلوا له ضداً من عندهم ليلبسوا على الناس (٥) .
وعن الإمام الصادق عليهالسلام : والله إنّ بني هاشم [ أي العباسيين ] وقريشاً لَتَعْرِفُ ما أعطانا الله ، ولكنّ الحسد أهلكهم كما أهلك إبليس ، وإنّهم ليأتوننا إذا اضطروا
______________________
(١) هو أبو علي الحسن بن الحسين بن أبي هريرة ، فقيه شافعي انتهت إليه إمامة العراقيين وكان معظماً عند السلاطين والرعايا إلى ان توفي سنة ٣٤٥ هـ . اُنظر وفيات الأعيان ٢٥ : ٧٥ .
(٢) انظر فتح العزيز ٥ : ٢٣٣ ـ ٢٣٤ .
(٣) شرح نهج البلاغة ٤ : ٦٢ و ٢٠ : ١٤٨ ، وسمط النجوم العوالي ٣ : ٢٣٧ ، ٢٣٩ .
(٤) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٦١ ، شرح نهج البلاغة ٤ : ٦٢ والمتن منه وانظر ١٩ : ٩٢ و ٢٠ : ١٢٧ ، ومروج الذهب ٣ : ٧٩ وغيرها .
(٥) علل الشرائع : ٢ : ٥٣١ / ح ١ ، وعنه وسائل الشيعة ٢٧ : ١١٦ / ح ٢٤ .