ثانياً : من المعروف ـ والذي لا خلاف فيه ـ بأنّ عمر بن الخطاب كان من الداعمين لإمامة أبي بكر في يوم السقيفة وبعدها .
|
فعن سالم بن عبيد قال : لما تُوفّي رسول الله وقالت الأنصار : منّا أمير ومنكم أمير ، أخذ عمر بيد أبي بكر وقال : سيفانِ في غمد واحد ؟! إذاً لا يصلحان ، ثمّ قال : مَن له هذه الثلاث : ( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ ) من هما ؟ ( إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ ) من صاحبه ؟ ( إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ) مع من ، ثمّ بسط يده إلى أبي بكر فبايعه الناس أحسن بيعة وأجملها (١) . |
إذن فضيلة الغار كانت من أهمّ الفضائل التي استُدِلَّ بها لأبي بكر ، وانّ عمر بن الخطاب كان من أولئك المستدلّين بها له في يوم السقيفة ، فلا يستبعد أن يستفيد منها عمر في هدفه التعويضي في الأذان ، وإِنّ دعوته موذِّنَهُ بأن يجعل بعد « حي على الفلاح » « الصلاة خير من النوم » مرتين قد يشير إلى أنّه كان يريد التأكيد على إمامة أبي بكر كنائياً ، أي أنّه كان يهدف إلى بيان ما يقصدونه من وضعهم لهذه الجملة ، وأنّها تضاهي وتُقابل ما قاله أئمة أهل البيت في المعنى المكنون لـ « حي على خير العمل » .
ومعنى كلامنا أنّه حينما أمر موذِّنه بوضع جملة « الصلاة خير من النوم » في الأذان كان لا يعني جنس الصلاة وجنس النوم فقط ؛ لانّ الاقتصار على هذا الفهم
______________________
(١) شرح نهج البلاغة ٦ : ٣٨ ، السنن الكبرى للنسائي ٤ : ٢٦٣ / ح ٧١١٩ ، ٥ : ٧ / ح ٨١٠٩ .