قلنا قبل قليل بأنّ المروي عن بلال الحبشي ـ في عدم جواز التثويب إلّا في الفجر ـ قد روي بطريقين :
١ ـ عطاء عن سويد عن بلال ،
٢ ـ طلحة عن سويد عن بلال .
ونحن وإن كان بإمكاننا إدراج هذين الطريقين في المبحوث عن روايات بلال (١) المبحوث سابقاً ، لكنّا آلينا البحث عنهما ودراستهما هنا لقربهما مع ما مرّ عن أبي محذورة نصّاً .
فالسند الأوّل « أعني عطاء عن سويد » فلم تذكر الصحاح الستة عطاءاً فيمن روى عن سويد (٢) .
وفي الثاني : « أعني طلحة بن مصرف عن سويد عن بلال » ، فقد جاء في كتاب العلل لأحمد بن حنبل : قال عبد الله قال أبي : أهل الكوفة يفضلون عليّا على عثمان إلّا رجلين طلحة بن مصرف وعبد الله بن إدريس (٣) .
وطلحة كان قد عدّ من قراء الكوفة ، وهو كان على عداء مع من سماهم بالرافضة والشيعة (٤) ، وقد شهد الجماجم وقال : لوددت أنّ هذه سقطت ها هنا ولم
______________________
(١) العشرة التي مرّة في صفحة ٩٧ ـ ١١٧ .
(٢) انظر : تهذيب الكمال ١٢ : ٢٦٥ / ٢٦٤٧ ، تهذيب التهذيب ٤ : ٢٤٤ / ٤٨٨ .
(٣) العلل لأحمد بن حنبل ٢ : ٥٣٥ / ٣٥٣٢ ، وانظر في عثمانيته : تهذيب الكمال ١٣ : ٤٣٣ / ٢٩٨٢ ، عن أبي داود في سؤالات الآجري : ١٤٠ / ٩٧ ، والعجلي في ثقاته ١ : ٤٧٩ / ٧٩٧ .
(٤) تهذيب الكمال ١٣ : ٤٣٣ . الطبقات الكبرى لابن سعد ٦ : ٣٠٨ .